راديو إكسبرس
البث المباشر
اوسار أحمد/
سعيد موسى هو رمز واضح للديبلوماسية الجزائرية المتهالكة، التي تنضح بالضعف والخبث في آن واحد. هو نسخة طبق الأصل من كل السياسيين الجزائريين الذين يعيشون في عالم أوهام، يدافعون عن قضايا وهمية، ويرسمون خرائط صراع لا وجود لها إلا في خيال نظام تبون.
تعيين موسى سفيراً في إسبانيا كان بمثابة نكتة دبلوماسية، سرعان ما تحولت إلى كارثة. بعد أقل من عام، جاء إعلان إسبانيا دعمها لمغربية الصحراء، وكأن الجزائر استضافت خصمها في بيتها. رد النظام كان بسيطاً ومضحكاً في آن: استدعاء سفيره، كأن هذا الاستدعاء سيغير من الواقع شيء! نفس القصة تتكرر في باريس والبرتغال، حيث تُعلن دول أوروبية دعمها للحكم الذاتي، ويتكرر مشهد استدعاء موسى، «المنحوس» الدائم الذي لا يغير شيئاً سوى زيادة إحراج النظام.
هذه هي ديبلوماسية التبونية: مسرحية هزلية تقوم على إعادة تدوير نفس الوجوه التي تسقط في كل محطة. ديبلوماسية ضعيفة، لا تكترث إلا بخداع شعبي، بينما العالم ينظر إليها بسخرية ويعرف ضعفها. النظام الجزائري يصر على أن يخوض معاركه الخارجية بسلاح عتيق هو الخبث والتضليل، لكنه في الواقع يواجه إقصاءً دبلوماسياً متزايداً بسبب غباء اختياراته.
في المقابل، الديبلوماسية المغربية تمضي بثبات. نجحت في كسب دعم دول كبرى أوروبية وأفريقية، وجعلت قضية الصحراء المغربية مسألة محورية في السياسة الدولية. المغرب استثمر ذكاءه وواقعيته، وبنى تحالفات تستند إلى الحق والاعتراف، وليس إلى أوهام لا تنطلي إلا على الداخل الجزائري.
لكل مغربي واعٍ، الرسالة واضحة: النظام الجزائري ينهار دبلوماسياً، محاصر بخبثه وضعفه، بينما الديبلوماسية المغربية تسجل انتصارات متتالية وتثبت قوتها أمام العالم. سعيد موسى هو وجه هذا الفشل، لكن العبرة ليست فيه فقط، بل في النظام كله الذي لا يزال يكرر نفس الأخطاء وكأنه يستهين بذكاء العالم وبصبر المغرب.
هل يستمر تبون في هدر موارد بلاده على ديبلوماسيين «منحوسين» وقضايا وهمية خاسرة؟ أم أن الوقت حان ليعي أن لعبته السياسية انتهت، وأن قوة المغرب الدبلوماسية ليست مزحة ولا صدفة؟ وأن الوحدة الترابية للمغرب غير قابلة للمساومة؟ امام هذا الواقع، لا يبقى للجزائر سوى أن تتوقف عن خداع نفسها، وتدرك أن زمن الوهم انتهى، وأن المغرب سيظل يقود المشهد بحكمة وثبات.
![]()









