حين يتقيأ “الحقوقي” بلاغات من أجل مرحاض، ويسكت عن مافيا تنهش مدينة بأكملها

حين يتقيأ “الحقوقي” بلاغات من أجل مرحاض، ويسكت عن مافيا تنهش مدينة بأكملها

- ‎فيواجهة, رأي
IMG 20250706 WA0081

 

 

بقلم: مواطن لا يبيع ذاكرته/

إعلان يمكن النقر عليه

 

في مغرب الوقاحة المعكوسة، لم نعد نميز بين المدافع عن الحقوق وبين من يمسح بها أحذية الفساد. بين من يرفع صوته من أجل شعب يُقهر، ومن يصدر بلاغًا رسميًا لأن زوجته مُنعت من دخول مرحاض في مقهى بالقنيطرة!

في بلاد و بفضل السدراوي يغدو فيها المرحاض موضوعًا لبلاغ “حقوقي”، ويصير الصمت عن فساد الملايير أمرًا اعتياديًا، تطفو على السطح أسماء مثل إدريس السدراوي، ذاك “الخبير في حقوق الإنسان” كما يصف نفسه، و”الخاضع لحظوة إدريس الراضي” كما يعرفه الجميع

نعم، نحن في زمن بعض الجمعيات الحقوقية المرتزقة، على شاكلة السدراوي الخبير في “انتقاء المظلومية”، الذي لا يرى في الظلم إلا ما لامس جلده، ولا يتحدث عن الحق إلا إذا خرج من بين أظافره. والذي أراد و خاب سعيه عندما يهاجم تحفة بأوامر من الراضي بعد أن كان يتملق اليه و يطلب مرافقته الى جينف . ترى لماذا هاجم تحفة؟

.

لأنه فقط ذكّره بماضيه القريب، بصمته الطويل، وتواطئه المحترف مع من كان يُفترض أن يفضحه: إدريس الراضي، البارون السياسي الذي التهم الأخضر واليابس في الغرب، بينما كان سدراوي ينظّم الندوات حول الكرامة في فنادق من تمويل نفس الراضي!

 

لنفهم جيدًا:

 

تحفة لم يكن يومًا يذكر السدراوي بسوء.رغم معرفته بعلاقته بالراضي ،

 

السدراوي كان “ذراعًا حقوقيًا” وظيفته تلميع وجه الراضي.

 

فجأة، بأمر الراضي من السدراوي إصدار تدوينة يتبرأ فيها من تحفة.

السدراوي ينفّذ التعليمات. و يهدد بجرّ تحفة للقضاء الامريكي و نزع جنسيته. ربما أقنع الراضي الغبي بأنه رئيس المحكمة الفيدارالية بالولايات المتحدة الامريكية.

تحفة يفضحه.

السدراوي ينهار أعصابيًا… ويكتب مقالًا يملأه بالحديث عن “البراز”.

يا للعجب…!

أيها “الخبير الحقوقي”،

سُكان الغرب و سيدي سليمان لم ينسوا حين كنتم “تتثاءبون” أمام الجرائم العقارية والاغتناء غير المشروع، ولا حين كان الفساد يمشي بجانبكم في الولائم، ولا حين كنتم “تُغطّون” على ممارسات لا يُمكن لضمير حي أن يسكت عنها.

لكن لما مُنعت زوجتكم من دخول مرحاض، لم تُطالبوا فقط بتقرير دولي، بل أصدرتم بلاغًا رسميًا، و ربما قد يكون موضوعا لتقرير دولي.

أما وصفكم لتحفة بـ”البراز”، فهنا نحتاج وقفة.

إذا كان “تحفة” برازًا كما تقول، فلماذا بقيتم تستظلون برائحته و تتملقون اليه قبل فضح الراضي؟

ولماذا لم تصدروا بلاغًا واحدًا ضد الراضي، وهو يفتك بالأرض والعباد؟

ولماذا لزمتم الصمت، إلا حين تمسّكتُم بآخر قشة: مرحاض مقهى في القنيطرة؟

باختصار، من أراد أن يهاجم التفاهة، فليبدأ بالتوقف عن كتابة بلاغات بسبب أبواب الحمامات. ومن أراد أن يكون مناضلًا، فليبدأ بكسر صمته أمام الفساد، لا أمام قهوة باردة وزوجة منزعجة.

أما النضال الحقيقي، فلا يحتاج إلى بلاغات سخيفة، ولا إلى مقالات معجونة بالغضب الشخصي والغيرة من “تحفة”، الذي، مهما اختلفنا معه، لم يبع صوته، ولم يتواطأ، ولم يكتب سطرًا دفاعًا عن فاسد.

 

وللتاريخ فقط:

تحفة الذي تهاجمه اليوم، هو الذي سلّط الضوء على تواطئك المفضوح، وأخرجك من دائرة “الحقوقي” إلى خانة “الملحق الإعلامي غير الرسمي لإدريس الراضي”.

لكن لحظة:

لماذا تحرك “الضمير الحقوقي” فجأة؟

لماذا نزلت على السدراوي صحوة “الكرامة”؟

ولماذا الآن بالضبط؟

الإجابة بسيطة:

لأن “تحفة” واستغرب كيف ظلّ هذا “الحقوقي” صامتًا طوال سنوات الفساد والنهب، ثم نطق فقط لأن مرحاضًا أغلق بابه في وجه زوجته.

الحق أن السدراوي لم يكن يومًا مناضلًا، بل كان مقاولًا صغيرًا في سوق “الحقوق المدفوعة مسبقًا” جمعيته، التي رُفعت ضدها شكايات عديدة بسبب تورطها في تسهيل الهجرة غير المشروعة لشباب مغاربة، تم تعليق صفتها الاستشارية 6 أشهر.

وبعد التجميد، دخل السدراوي مرحلة “الفراغ الحقوقي”، وأصبح يتسكع بين البلاغات الفارغة ومقاطع البكاء. ورغم فراغه المهني، تجده يركب سيارة “كيا سبورتاج” جديدة، اشتراها فجأة… فمن موّلها؟ هل الراضي؟ أم أن “الحقوق” أصبحت تدر أرباحًا أكثر من المقاولات العقارية؟

والأغرب من ذلك، أن السيارة لا تنعم بالراحة… فكلما أصلحها السدراوي، تعطلت من جديد. وكأنها تمثل ضميره: تُصلح شكلًا، وتتعطل جوهرًا.

ثم يأتي ليوزع علينا خطبًا عن “الشرف”، ويتحدث عن “البراز” و”الكرامة”، ناسيًا أنه غطّى على جرائم بارون سياسي مقابل شتلة نفوذ وهمي وامتيازات محلية.

 

أما نحن، فلا ننسى:

من صمت حين سُرقت الأراضي،

من باع صوت الجمعية للتهجير،

من استعمل الكرامة كورقة تفاوض،

ومن لم يجد وسيلة لإثبات وجوده سوى… بلاغ مرحاض.

توقف عن لعب دور الضحية.

الناس لم تعد ساذجة.

1 51 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *