من أوهام التمكين إلى مهاجمة الدولة… بنكيران ينهي ما تبقى من العدالة والتنمية

من أوهام التمكين إلى مهاجمة الدولة… بنكيران ينهي ما تبقى من العدالة والتنمية

- ‎فيواجهة, مجتمع
IMG 20250604 WA0127

 

اوسار أحمد/

إعلان يمكن النقر عليه

في مشهد يفضح عمق التناقض والانتهازية، خرج حزب العدالة والتنمية ببلاغ مرتبك، يحاول فيه ترقيع ما لا يُرقّع، والتملص من تصريحات زعيمه عبد الإله بنكيران، بعد الهجوم الذي شنّه على توجهات المؤسسة العسكرية، في تعدٍّ صارخ على مؤسسة سيادية لايجب إقحامها في الحسابات السياسية الضيقة لحزب فقد البوصلة.

البلاغ لم يكن سوى محاولة يائسة لذر الرماد في العيون، عبر تأويل تصريحات بنكيران بطريقة مراوغة، وكأن المغاربة لا يفهمون اللغة ولا يدركون نوايا الخطاب. بدل الاعتذار الصريح، اختار الحزب أسلوب التبرير والانحناء للعاصفة، بينما قام في الكواليس بتعبئة أذرعه الإعلامية وكتائبه الرقمية للدفاع عن تصريح بنكيران، وتبييض سلوك متهور لا يمكن تبريره.

هذا السلوك يكشف شيئين:

أولا، أن بنكيران لم ينطق من فراغ، بل يعبر عن تيار داخلي في الحزب يرفض فكرة الدولة الوطنية الحديثة، ويتغذى على عقلية المواجهة مع المؤسسات السيادية.

وثانيا، أن حزب العدالة والتنمية، بدل أن يحسم مع هذا الانحراف، اختار التواطؤ، عبر التلاعب بالمفاهيم، والدفاع عن الخطاب المسموم الذي خرج من فم زعيمهم المهزوم.

الحزب الذي كان يملأ الساحات بالشعارات الأخلاقية، يسقط اليوم في قاع التناقض الأخلاقي والسياسي. يدين تصريحات زعيمه علنًا، ويبررها ويغذيها من الخلف. يتظاهر بالتبرؤ، بينما يجند الأبواق للدفاع. فهل هذا حزب سياسي مسؤول، أم مجرد تنظيم يراوغ لإنقاذ ما تبقى من صورته المنهارة؟

الواقع أن العدالة والتنمية، بعد الهزيمة الانتخابية الساحقة، لم يتعلم شيئًا. ما زال رهين عقلية المؤامرة، يختلق الخصوم، ويتوهم أن الشعبوية قادرة على إعادته إلى الواجهة. لكنه لا يدرك أن المغاربة فقدوا الثقة فيه، ليس فقط بسبب فشله في التدبير، بل بسبب خيانته لقيم الوطنية، وتطاول رموزه على الثوابت.

الجيش المغربي ليس مادة للمهاترات السياسية، ولا موضوعًا للمزايدات الشعبوية. المؤسسة العسكرية أكبر من أن تتلقى الدروس من حزب لفظه الشارع، وأكبر من أن ترد على ترهات رجل انتهت صلاحيته السياسية، ويفتش في مزابل الشعبوية عن لحظة مجد وهمية.

لقد انتهى حزب العدالة والتنمية سياسيا وأخلاقيا. ومن تبقى فيه، إما شريك في الانحدار، أو شاهد زور على انهيار أخلاقي مكتمل الأركان.

اليوم، من يدافع عن بنكيران، إنما يبرر خيانة سياسية. ومن يصمت، يشارك في مؤامرة ضد الوطن.

بنكيران تجاوز كل الخطوط. وحزبه كشف عن وجهه الحقيقي: حزب بلا مبادئ، بلا موقف، بلا وطن.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *