نشر الإعلامي طارق القاسمي تدوينة قوية ومباشرة على حسابه الرسمي في فيسبوك، سلّط فيها الضوء على الخلفيات الخفية للصراع الإعلامي والسياسي الذي دارت رحاه حول اسم هشام جيراندو. القاسمي، المعروف بأسلوبه الصريح، لم يترك مجالا للبس، ووجّه اتهامات واضحة، مدعومة بسياق وتحليل، حول أدوار مدفوعة ومحسوبة في حملة تشويه استهدفت مؤسسات الدولة المغربية.
جوهر رواية القاسمي يدور حول ثلاث شخصيات رئيسية: هشام جيراندو، علي المرابط، وإلياس العماري. حسب ما جاء في التدوينة، فإن جيراندو لم يكن سوى أداة تنفيذ ضمن حملة خفية استُخدمت فيها كل تقنيات التحريض والتشهير. خرجاته الإعلامية المتكررة ضد عبد اللطيف الحموشي، مدير الأمن الوطني، لم تكن ارتجالية، بل كانت منسّقة ومبرمجة، وتخدم جهات تحركت في الظل لضرب الثقة في مؤسسات الدولة.
طارق القاسمي ربط هذه التحركات مباشرة بإلياس العماري، مشيرا إلى دوره كفاعل خفي ظل يتحرك من وراء الستار، رغم انسحابه الظاهري من الساحة السياسية. العماري، حسب القاسمي، لم يتوقف عن محاولة تصفية حساباته مع أطراف داخل الدولة من خلال توظيف إعلاميين وناشطين في الخارج، ضمن شبكة معقدة من المصالح والتحريض. هشام جيراندو كان مجرد واجهة لعملية أكبر، استُخدم فيها ثم تم التخلي عنه بهدوء بعدما استنفد الغرض منه.
الدور الجديد في هذا السيناريو أُسنِد إلى علي المرابط، الذي نشر، في 10 ماي 2025، ما اعتبره القاسمي “إعداما إعلاميا” لجيراندو، تحت غطاء كشف صحفي زائف. تدوينة المرابط لم تكن سوى غطاء للتخلي العلني عن الرجل، وقطع كل صلة به من طرف الأطراف التي كانت تدعمه. ما قاله المرابط عن لقاء بين جيراندو والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة لم يُفهم فقط كاتهام، بل كرسالة ضمنية تُوحي بوجود صراع داخلي في أجهزة الدولة.
هذه التقنية ليست جديدة. القاسمي أكد أنها تُستخدم باستمرار من طرف المعارضة الزائفة لزرع الشك في انسجام مؤسسات الدولة وتغذية خطاب الفوضى والارتباك. لكن الواقع، كما يراه القاسمي، أكثر وضوحا: أدوات تُستخدم ثم تُرمى، صحفيون ينفّذون أدوارا محددة، ولا وجود لصراع مؤسساتي حقيقي بل مجرد مسرحية تروّج لها أدوات إعلامية مأجورة.
في النهاية، يؤكد القاسمي أن هشام جيراندو لم يكن معارضا حقيقيا ولا صاحب مشروع. بل كان ورقة أُحرقت بعد استخدامها. مثلما حصل مع ادريس فرحان، يُعاد اليوم نفس السيناريو. نفس الجهات، نفس الأساليب، ونفس المصير.