ردّ السفير المغربي عمر هلال على مداخلة نظيره الجزائري عمار بن جامع أمام مجلس الأمن، برسالة رسمية اتهمه فيها بتزييف الحقائق بشأن قضية الصحراء المغربية، واستغلال موضوع النزوح القسري لترويج مغالطات سياسية. الرسالة التي وُجهت إلى رئاسة وأعضاء المجلس، كشفت ما وصفه هلال بتوظيف مكرر لمنصة الأمم المتحدة من قبل الجزائر لتضليل الرأي الدولي.
السفير المغربي أكد أن الجزائر تحاول فرض سردية خاطئة عن ساكنة مخيمات تندوف، مقدّمًا معطيات مضادة تُظهر أنهم محتجزون منذ عقود، محرومون من أبسط حقوقهم، وفي مقدمتها حرية التنقل والعودة الطوعية إلى المغرب. وأشار إلى أن الجزائر لا تفي بالتزاماتها كبلد مضيف، بل تسلم إدارة هذه المخيمات لجبهة البوليساريو، في خرق واضح للقانون الدولي ولقرارات هيئات أممية.
هلال فنّد كذلك ما اعتبره مزاعم جزائرية بشأن “احتلال” الصحراء، مذكرًا بأن اتفاقيات مدريد سنة 1975 أنهت الوجود الاستعماري، وأن الأمم المتحدة أدرجت تلك الاتفاقيات ضمن وثائقها الرسمية. وذكّر بأن مجلس الأمن يعالج النزاع تحت الفصل السادس من ميثاق المنظمة، ما يعني أنه نزاع سياسي إقليمي لا يحمل أي طابع استعماري.
الرسالة المغربية سلطت الضوء على رفض الجزائر السماح بإحصاء سكان مخيمات تندوف، رغم مطالبات متكررة من مجلس الأمن منذ عام 2011. واعتبر هلال أن غياب هذا الإحصاء يفتح الباب أمام اختلاس المساعدات الإنسانية، وهي اتهامات موثقة في تقارير صادرة عن هيئات رقابية أوروبية وأممية.
هلال اعتبر دعوة الجزائر إلى حل مستدام خطوة بلا مضمون، موضحًا أنها ترفض الانخراط في المسار السياسي الذي يقوده مجلس الأمن عبر اجتماعات الموائد المستديرة. وأكد أن الحل الواقعي الوحيد يتمثل في مبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي يدعمها أكثر من مئة بلد، ويصفها مجلس الأمن منذ 18 عامًا بالجادة وذات المصداقية.
كما أشار إلى أن الحديث المتكرر عن تنظيم استفتاء لم يعد له أي أساس داخل قرارات الأمم المتحدة منذ أكثر من عقدين، بل تم تجاوزه بشكل نهائي في قرارات صادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة.
السفير المغربي شدد على أن الجزائر مستمرة في التدخل المباشر بهذا النزاع، رغم ادعائها الحياد، وتواصل تمويل ودعم جبهة البوليساريو سياسيًا ولوجستيًا. واختتم بالتأكيد على أن رسالته ستوثق رسميًا ضمن سجلات الأمم المتحدة، في حين تجاهل المفوض السامي لشؤون اللاجئين في كلمته أي إشارة إلى المداخلة الجزائرية، في موقف فُسّر على أنه تبرؤ غير مباشر من محتواها.
1 11 زيارة , 1 زيارات اليوم