متابعة
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، إن العملية العسكرية لبلاده في أوكرانيا يمكن أن تتوقف حال التوصل إلى نتائج مرضية لروسيا في المفاوضات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده لافروف مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عقب لقائهما في أنقرة.
وتطرق لافروف للحرب بين روسيا وأوكرانيا قائلا إنه لم يسمع من الجانب الأمريكي تصريحا يفيد بإمكانية قبول محادثات إسطنبول ( أواخر مارس/آذار 2022) كأساس للحل.
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
وذكر لافروف أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون “منع أوكرانيا من توقيع مسودة الاتفاق في محادثات إسطنبول”.
وأكد أن روسيا لم تغير موقفها بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “يغير موقفه بشكل متكرر”.
كما قال إن الدول الأوروبية أيضا “تغير آراءها بشكل متكرر”، واعتبر أن آراء الولايات المتحدة فقط هي “المتسقة” في هذا الصدد.
الوزير الروسي أشار إلى أنه تم التوصل بالفعل إلى اتفاق في المفاوضات التي جرت في إسطنبول في أبريل/نيسان 2022، وقال إن أوكرانيا عرضت بعض المبادئ وأن الجيش الروسي انسحب قليلاً بناء على طلب كييف كبادرة حسن نية.
وأكمل “في نهاية المطاف منع الغرب أوكرانيا من التوقيع على هذه الاتفاقية بناء على أوامر رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون، وقالوا يجب على أوكرانيا مواصلة الحرب، ومواصلة إضعاف روسيا”.
وأكد لافروف أنهم مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا وأوروبا ومع أي شخص يقترب من هذه القضية بنوايا حسنة، مضيفا: “ستتوقف الاشتباكات عندما نصل إلى نتيجة نهائية، إذا كانت هناك نتيجة ترضي الجانب الروسي وتأخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار”.
ورأى لافروف أن الأشخاص الذين يعيشون في منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم يخضعون للدستور الروسي باختيارهم، ولهذا السبب يجب على الأطراف الأخرى “احترام هذا الواقع”.
وأردف: “شرطنا الذي لا غنى عنه هو عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، هذا مهم جدا، وناقشنا هذا الشرط أيضاً مع الولايات المتحدة في الرياض، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة أن محاولات ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كانت خاطئة”.
وأوضح لافروف أنه وفقا للمفاوضات التي جرت في اسطنبول بشأن الضمانات الأمنية، فإن تركيا وألمانيا وأعضاء مجلس الأمن الدولي كانوا سيكونون ضامنين، وأن كل شيء كان مكتوبا بالتفصيل في نص الاتفاق، بما في ذلك شروط عدم العضوية في حلف شمال الأطلسي.
وقال في هذا الإطار “الجانب الأوكراني صاغ هذه الضمانات بنفسه، أي أنه لن ينضم إلى كتلة، ولن ينضم إلى وحدة عسكرية، لكن الغرب منعه من التوقيع على هذا”.
الحوار مع أمريكا
وفيما يخص الحوار الذي جرى مع الولايات المتحدة في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، قال لافروف “برزت آراء متباينة خلال مباحثات الرياض وسنواصل محادثاتنا مع شركائنا الأمريكيين”.
وفي 12 فبراير/ شباط الجاري، أعلن الرئيس ترامب توصله إلى اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، استضافت العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء الماضي، محادثات روسية أمريكية تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف لافروف: “سيتم هذا الأسبوع إجراء مشاورات شاملة لبدء أنشطة السفارات مع الولايات المتحدة وآمل ألا نواجه عوائق مصطنعة”.