المغرب وبداية الحكاية الإفريقية قراءة هادئة في ضوء التاريخ

المغرب وبداية الحكاية الإفريقية قراءة هادئة في ضوء التاريخ

- ‎فيواجهة, رياضة
IMG 20251220 WA0170

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

توقيع ام هشام/

 

في مباريات الافتتاح، لا تكون الكرة وحدها في الملعب. يكون التاريخ حاضرًا، والجمهور حاضرًا، والتوقعات أيضًا. وحين يكون المغرب هو البلد المضيف لكأس إفريقيا للأمم، فإن المباراة الأولى تتحول تلقائيًا إلى اختبار توازن بين ما تقوله الأرقام وما تخفيه التفاصيل الصغيرة.

 

التاريخ، إذا قرأناه بهدوء، يميل عادة إلى أصحاب الأرض. فمنذ عام 1998، لم يخسر أي منتخب مستضيف مباراة الافتتاح في نهائيات كأس إفريقيا. خمس عشرة نسخة متتالية مرت دون أن يسقط المنظم في أول امتحان. والأمر لا يبدو استثناءً عابرًا، بل سلوكًا متكررًا في بطولة تعرف كيف تمنح أصحاب الأرض أفضلية نفسية واضحة، دون أن تحسم لهم النتيجة مسبقًا.

 

المغرب نفسه عاش هذه التجربة من قبل. في نسخة 1988، حين احتضنت المملكة البطولة، افتتح المنتخب الوطني مشاركته بتعادل أمام الكونغو الديمقراطية. لم يكن ذلك المنتخب في أفضل فتراته، ولم يكن يملك آنذاك ما يملكه اليوم من تراكم وتجربة واستقرار. كان التعادل انعكاسًا لمرحلة، أكثر منه نتيجة مباراة.

 

اليوم، تبدو الصورة مختلفة. المنتخب المغربي يدخل البطولة وهو في صدارة إفريقيا على مستوى التصنيف، وفي موقع متقدم عالميًا، مدعومًا بإنجاز غير مسبوق في مونديال قطر. هذا لا يعني أن الفوز مضمون، لكنه يعني أن الفريق يلعب بثقة أكبر، وبوعي أوضح بما يريد وكيف يصل إليه.

 

الأرقام القريبة تعزز هذا الإحساس. المغرب فاز في مبارياته الافتتاحية في النسخ الثلاث الأخيرة، وحافظ على نظافة شباكه في خمس مباريات افتتاحية متتالية. كما أن استقراره في دور المجموعات خلال السنوات الأخيرة يعكس فريقًا يعرف كيف يبدأ البطولات، حتى إن لم يكن يبدأها دائمًا بأفضل أداء ممكن.

 

لكن مباريات الافتتاح تحديدًا لها طبيعة خاصة. هي مباريات لا تُلعب على الورق، ولا تُحسم بالإحصائيات. التوتر يكون حاضرًا، والحذر يطغى على المغامرة، وأحيانًا يكفي خطأ صغير لتغيير كل الحسابات. لذلك، فإن أفضلية المغرب، مهما بدت منطقية، تبقى بحاجة إلى ترجمة داخل الملعب.

 

المغاربة يدخلون هذه المباراة وهم يعرفون أنهم مرشحون، لكنهم يعرفون أيضًا أن الترشيح لا يسجل أهدافًا. بين تاريخ يساند، وواقع فني مشجع، وجمهور ينتظر بداية مطمئنة، يبقى السؤال مطروحًا بهدوء، كما يحب أهل الكرة طرحه دائمًا

هل يمنح التاريخ المغرب دفعة جديدة نحو بداية ناجحة، أم أن مباراة الافتتاح ستؤكد مرة أخرى أن كرة القدم لا تعترف إلا بما يُقدَّم فوق العشب الأخضر؟

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *