راديو إكسبرس
البث المباشر
ياسين بالكجدي/
في خطوة صدمت الرأي العام المحلي والرياضي بخريبكة، تفاجأ الجميع بإقدام القائمين على نادي أولمبيك خريبكة على طرد الرجل الذي أفنى أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة الفريق، با احماد، دون سابق إنذار أو حتى كلمة تقدير لما قدمه من عطاء وتفانٍ نادرين.فهذا الرجل البسيط، الذي ارتبط اسمه بتاريخ الفريق الفوسفاطي، كان شاهداً على أفراحه وأزماته، وظل على الدوام حاضراً في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، يعمل بصمت، ويضحي دون انتظار مقابل. لم يغادر الميدان يوماً، حتى في أحلك الظروف، بل كان دائماً في الصفوف الأولى، مؤمناً بأن خدمة الفريق شرف وليست وظيفة.اليوم، يجد با احماد نفسه خارج أسوار النادي الذي وهب له شبابه وعمره، في قرار وصفه كثيرون بـ*”الجائر” و”المجحف”* في حق فئة من الرجال الذين صنعوا أمجاد الفريق بعرقهم وإخلاصهم. قرار يعكس، في نظر المتتبعين، غياب ثقافة الاعتراف والوفاء داخل المنظومة الحالية التي تدير الشأن الرياضي بخريبكة.
إن ما حدث ليس مجرد طردٍ إداري، بل هو صفعة موجعة لكل من يؤمن بأن الانتماء قيمة لا تُقاس بالسنوات ولا بالمناصب. فإقصاء با احماد هو إقصاء لذاكرة جماعية، لتاريخٍ طويلٍ من العمل في الظل، ومن الوفاء الصادق لشعار أولمبيك خريبكة.
ويبقى السؤال الذي يردده الشارع الرياضي:
هل أصبح الوفاء جريمة؟ وهل جزاء الإخلاص هو النسيان؟
إنصاف با احماد ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو رسالة مستعجلة إلى كل من يديرون الشأن الرياضي بالمدينة:
الوفاء لا يُشترى، والرجال لا يُستبدلون.
![]()








