راديو إكسبرس
البث المباشر
في خطوة رائدة نحو تعزيز قدرات الشباب المغربي في مجالات التكنولوجيا الحديثة، أطلقت مؤسسة المدى والمعهد الوطني للبريد والمواصلات يوم أمس الاثنين في الرباط ماستر “البيانات والذكاء الاصطناعي”، وهو الأول من نوعه في المملكة الذي يجمع بين التكوين الأكاديمي والتدريب المدفوع الأجر. يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل جيل جديد من الكفاأت القادرة على مواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية، وتحقيق التميز في سوق العمل الوطني والدولي.
ويمتد البرنامج لمدة عامين، يستهدف الطلبة الحاصلين على الإجازة في الرياضيات، تكنولوجيا المعلومات، أو الفيزياء. يتضمن سنة أولى من التكوين المشترك، تليها سنة ثانية للتخصص في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي.
ما يميز هذا الماستر هو التفاعل المستمر بين التكوين الأكاديمي والتدريب داخل المقاولات، حيث سيتعين على الطلبة المشاركة في دورات تدريبية ضمن شركات كبرى، بدءًا من يناير 2026. وتهدف هذه الفكرة إلى ضمان اكتساب الطلاب خبرات عملية تؤهلهم للتعامل مع التحديات الحقيقية في السوق.
ويعد البرنامج ثمرة تعاون مثمر بين عدة شركاء رئيسيين في القطاعين العام والخاص. فقد دعمت أربع مؤسسات كبرى هذا البرنامج الطموح، وهي “التجاري وفا بنك”، “إنوي”، “مناجم”، و”مجموعة مرجان”، التي ستستقبل الطلبة لفترات تدريبية محددة وتواكبهم خلال مسارهم التكويني. هذا الدعم يعكس التزام هذه المؤسسات بتطوير المهارات التكنولوجية المتقدمة التي يحتاجها المغرب لتحقيق تطور مستدام في الاقتصاد الرقمي.
من خلال هذا الماستر، يُتوقع أن يصبح الخريجون قادة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، إذ سيحصلون على تكوين شامل يدمج المهارات التقنية مع الوعي الاستراتيجي والأخلاقي. في عالم يتزايد فيه الاعتماد على البيانات والذكاء الاصطناعي، يعد هذا التكوين بمثابة خطوة استراتيجية نحو إعداد كوادر قادرة على توجيه التحول الرقمي بالمملكة.
كما أكد “حسن الورياغلي” رئيس مؤسسة المدى في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، رئيس مؤسسة المدى، على أن التمكن من هذه التكنولوجيات الحديثة لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة استراتيجية. وأضاف أن البرنامج يسعى لإعداد جيل من المهنيين الذين يمتلكون القدرة على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول مع مراعاة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية.
ومن خلال هذا البرنامج، تسعى مؤسسة المدى والمعهد الوطني للبريد والمواصلات إلى تجديد التزامهما بتطوير التعليم العالي في المغرب، وتوفير برامج أكاديمية متوافقة مع احتياجات سوق العمل الوطني والدولي. وبالرغم من أن هذا الماستر يعد تجريبيًا في مراحله الأولى، إلا أن هناك خططًا لتوسيعه في السنوات المقبلة لتكوين عدد أكبر من الطلبة في هذا المجال الحيوي.
![]()








