جماعة “الغدر والشيطان” تمارس التضليل بغباء

جماعة “الغدر والشيطان” تمارس التضليل بغباء

- ‎فيرأي, واجهة
Capture decran 2025 09 27 174530

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

 

اوسار احمد/

مرة أخرى، تثبت جماعة «العدل والإحسان» أنها لا تملك جديدًا تقدمه سوى إعادة تدوير صور الماضي وتقديمها على أنها أحداث راهنة. آخر مثال على ذلك كان فيديو سكان دوار تازروت (جماعة بوزملان، إقليم تازة) وهم يسيرون عشرين كيلومترًا للمطالبة بالماء الصالح للشرب. مشهد مفزع، لو صدّقناه، لكنه في الواقع يعود إلى سنة 2016، أي قبل تسع سنوات. انتهت تلك المسيرة بلقاء رسمي مع الكاتب العام للعمالة آنذاك وتم حل المشكل بمسؤولية، لكن جماعة “الهرطاقة” اختارت أن تحوّل الماضي إلى مادة تحريضية، وتسوّقها على أنها دليل على «المغرب المنسي» اليوم.

الأسلوب واضح وبسيط: خذ صور او فيديو من الماضي، غلفه بتعليق تحريضي، وزعه على منصات التواصل الاجتماعي، وراقب كيف ينخدع المتلقي قبل أن يسأل عن الحقائق. من تازروت إلى تارودانت، تتكرر المسرحية ذاتها: صور زلزال الحوز القديمة تُعرض على أنها حديثة، والمواطنون، بحسن نية أو فضول، يهرعون للتصديق والتفاعل، بينما الحقيقة تنتظر من يراجع الأرشيف.

ما يثير الغضب أكثر من هذا التضليل هو العمد الواضح وراءه. الجماعة لم تحاول مجرد إبراز معاناة الناس، بل تحوّل المشهد الطبيعي إلى مسرحية سياسية لتأكيد فكرة فشل الدولة وتجسيد صورة المغرب المتهالك، وكأن المواطن ليس قادرًا على التحقق من الحقائق بنفسه. كل صورة قديمة تُعاد نشرها تُستخدم كسلاح لتجييش الرأي العام وتضليل المواطنين باسم السياسة، بينما الواقع يقول إن المغرب يتغير، وأن التحولات قائمة، بعيدًا عن الصورة السوداء التي يرسمونها.

الضحك المرّ لا يغيب هنا. الجماعة، التي تحاول رسم المغرب المنسي، تبدو وكأنها تعيش في فقاعة زمنية، متوهّمة أن الماضي يستطيع أن يصبح حاضرًا بمجرد أن يُعاد عرضه. كل حادثة من الماضي تصلح لديهم لتأكيد سردية الانكسار والهزيمة، وكل صورة قديمة تصبح دليلًا على زيف الدولة وإهمالها، بينما الواقع الفعلي يثبت العكس.

هذا ليس فقط تضليلًا بصريًا وزمنيًا، بل هو تهجين سياسوي للحقائق، محاولة لترويج خطاب الشعبوية والاحتقان الاجتماعي. الجماعة لا تعمل على توعية المواطن أو الدفاع عن حقوقه، بل تسعى لتسييس كل حدث، لتسويق نفسها كبديل «ناقد» مزيف، وكأن الشعب لا يملك ذكاءً لتمييز الحقيقة من إعادة تدوير الماضي.

جماعة «العدل والإحسان» لم تعد مجرد حركة دينية وسياسية، بل أصبحت وقوداً للفتنة. الماضي عندهم سلعة، الحاضر مجرد خلفية، والمواطن أداة للتجييش والتحريض.وادرعهم الاعلامية مجرد عرض متقن لمسرحيات قديمة تعكس هشاشة الجماعة وفشلها في صناعة خطاب حقيقي وقادر على التأثير .

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *