راديو إكسبرس
البث المباشر
متابعة
حازت الفيزيائية المغربية مونية العصري على جائزة اليونسكو – آل فوزان الدولية لتشجيع الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، خلال حفل رسمي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس. وتعد هذه الجائزة من أبرز التكريمات العالمية في مجال العلوم والتعليم، حيث تكرم التميز الأكاديمي والإسهامات العلمية، إلى جانب الانخراط في نشر المعرفة بين الأجيال الجديدة.
يمثل هذا التتويج مصدر فخر واعتزاز للمغرب، فيما يؤكد على الصعيد الدولي بروز اسم نسائي وعربي جديد في الساحة العلمية العالمية.
مسار أكاديمي حافل بالتميز
ولدت العصري وتلقت تعليمها في المغرب، حيث حصلت على إجازة في العلوم الأساسية، قبل أن تتخصص في الماستر بمجال أمن الشبكات والأنظمة المدمجة، ثم نالت دكتوراه في الآلات النووية، وهو تخصص دقيق فتح أمامها آفاق البحث العلمي المتقدم.
منذ بداياتها، عُرفت بقدرتها على المزج بين تخصصات متعددة، من المعلوماتية التطبيقية إلى تقنيات الكشف النووي، ما مكنها من الولوج بسرعة إلى دائرة الباحثين البارزين في الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات.
مسيرة دولية بين أمريكا وأوروبا وإفريقيا
تشغل العصري حاليا منصب باحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر بروكهافن الوطني بالولايات المتحدة، أحد أبرز مراكز الفيزياء عالية الطاقة في العالم، حيث تعمل ضمن فريق مشروع ATLAS في مصادم الهادرونات الكبير (LHC) التابع لـ CERN بسويسرا. وتتركز أبحاثها على تطوير تقنيات جديدة لكواشف الجسيمات وضمان جودتها وسلامتها الحرارية.
إلى جانب ذلك، تشغل منصب باحثة زائرة بجامعة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، ما يعكس التزامها بتعزيز التعاون العلمي جنوب–جنوب. كما تسعى إلى تشجيع النساء الإفريقيات على دخول مجالات العلوم الدقيقة، عبر محاضرات ومبادرات للتوجيه العلمي.
تتويج عالمي ورسالة إنسانية
جاء نيلها جائزة اليونسكو – آل فوزان لسنة 2025 تكريساً لمسارها العلمي وإسهاماتها في تطوير تكنولوجيا الكواشف، إلى جانب جهودها التربوية في نشر العلوم داخل القارة الإفريقية. وتؤمن العصري بأن العلم لا يقتصر على البحث المخبري فقط، بل هو أيضاً وسيلة لخدمة الإنسانية ونقل المعرفة للأجيال الصاعدة.
ارتباط بالهوية وإلهام للأجيال
رغم حضورها القوي في الساحة العلمية الدولية، تحافظ العصري على ارتباط وثيق بجذورها المغربية وهويتها الثقافية، وتعتبر نجاحها في الخارج امتداداً لفخرها بانتمائها الوطني. وهي بذلك تجسد صورة العالم الكوني المنفتح على العالم، مع تشبث عميق بالأصول.
أصبحت العصري اليوم نموذجا يحتذى به، خاصة بالنسبة للشباب المغربي والعربي والإفريقي، في مجال لا يزال يغلب عليه الطابع الذكوري. ويبرهن مسارها أن الشغف بالعلم والمثابرة قادرتان على تجاوز حواجز النوع والجغرافيا والإمكانات، ليبقى الأمل في تحويل الأحلام العلمية إلى إنجازات ملموسة.
![]()







