راديو إكسبرس
البث المباشر
متابعة
انخرط صندوق الإيداع والتدبير في تنزيل استراتيجية استثمارية طموحة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تركز بالأساس على مدينتي العيون والداخلة، في إطار توجه جديد يروم تعزيز التنمية الاقتصادية والحضرية والتكنولوجية بالصحراء المغربية، وإعادة ترسيخ دور الصندوق كقاطرة للاستثمار العمومي طويل الأمد.
وأكد خالد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، أن العيون والداخلة أصبحتا ضمن أولويات الصندوق الاستراتيجية، مبرزا أن المرحلة الحالية تشكل تحولا في الرؤية الاستثمارية للمجموعة، عبر خلق بيئة محفزة للاستثمار الخاص والتنمية المندمجة.
ويستند هذا التوجه على مساهمة الصندوق في مشاريع كبرى للبنيات التحتية، في مقدمتها طريق تيزنيت–العيون–الداخلة السريع، الذي اعتبره سفير مشروعا مهيكلا يعيد رسم خريطة المبادلات بين شمال المملكة وجنوبها، ويساهم في تسهيل التنقل، وتحفيز المبادلات التجارية، ودعم الدينامية الاقتصادية بالجهة.
وبموازاة ذلك، يشارك صندوق الإيداع والتدبير في تطوير قطب صناعي ولوجستي مندمج بفوسبوكراع، بجهة العيون، عبر مساهمة مالية تناهز ملياري درهم ضمن برنامج استثماري إجمالي يصل إلى 23 مليار درهم. ويشمل المشروع توسيع الطاقة الإنتاجية لمنجم الفوسفاط، وبناء ميناء جديد مخصص للتصدير، إضافة إلى إحداث وحدة لإنتاج الأسمدة عالية القيمة المضافة.
وفي المجال التكنولوجي، يستعد الصندوق لإطلاق مشروعين مهيكلين يتمثلان في إحداث واديين تكنولوجيين بكل من العيون والداخلة، بهدف خلق مراكز للابتكار والصناعات الاستراتيجية والخدمات ذات القيمة المضافة، واستقطاب الاستثمارات الدولية، وخلق فرص شغل محلية.
وعلى المستوى الحضري، يعتزم صندوق الإيداع والتدبير إنجاز مركز حضري جديد بمدينة الداخلة يمتد على مساحة تناهز 30 هكتارا، ويضم ساحة مركزية، ومناطق تجارية، ومكاتب، وفندقا، في إطار رؤية تروم تعزيز جاذبية المدينة وتحسين إطار العيش، انسجاما مع التجارب العمرانية التي راكمها الصندوق بعدد من المدن، من بينها حي الرياض بالرباط وكازا أنفا والمدينة البيئية زناتة.
كما يشمل هذا التوجه دعم القطاع السياحي بالأقاليم الجنوبية، من خلال المساهمة في تطوير العرض الفندقي، خاصة بمدينة الداخلة، حيث أكد المدير العام للصندوق وجود إرادة حقيقية لإعطاء دفعة جديدة للسياحة بالمنطقة.
وتعكس هذه المشاريع المتكاملة، التي تجمع بين البنيات التحتية، والتعمير، والتكنولوجيا، والسياحة، مقاربة صندوق الإيداع والتدبير القائمة على تمهيد الطريق أمام القطاع الخاص، عبر توفير الشروط الأساسية للاستثمار، بما يضمن أثرا مضاعفا للاستثمارات العمومية، ويعزز جاذبية الجهة على الصعيدين الوطني والدولي.
وتندرج هذه الدينامية في صلب الدور التاريخي الذي اضطلع به الصندوق على مدى عقود، باعتباره مستثمرا صبورا ساهم في إرساء منظومات صناعية ومالية كبرى، ودعم بروز قطاعات استراتيجية، قبل تمكين القطاع الخاص من أخذ المشعل بعد نضوج المشاريع.
وتسعى استراتيجية صندوق الإيداع والتدبير بالأقاليم الجنوبية إلى جعل الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا وتكنولوجيا واعدا، وقاطرة جديدة للتنمية المستدامة، بما يعزز تموقعها كمنطقة استراتيجية في مستقبل الاقتصاد الوطني.
![]()







