منذ البداية، نعلم يقينًا أن هشام جيراندو ليس هو من يكتب هذه المقالات بنفسه. خلفه، هناك أقلام مأجورة أخرى معروفة، وهم في الواقع ليسوا مجرد حاقدين على هذا الوطن، بل هم أشخاص يكرهون أنفسهم ويحتقرونها، وذلك بسبب عجزهم عن مواكبة المغرب المتجدد وسرعة تطوره. هؤلاء لا يستطيعون سوى تصدير سمومهم للانتقام من نجاحات لا يقدرون على تحقيقها.
جيراندو يعود مجددًا في محاولة يائسة للنيل من استقرار المملكة المغربية من خلال مقال مليء بالمغالطات المفضوحة، وهذه الحملة المدفوعة ليست سوى محاولة لتشويه علاقة المغاربة بملكهم. لكن الحقيقة أن الولاء الذي يكنه الشعب المغربي لملكه ليس أمرًا خاضعًا للمزايدات السياسية أو دعاية رخيصة، بل هو نتيجة علاقة تاريخية متجذرة من التلاحم بين العرش والشعب. المغاربة يعرفون جيدًا أن الملكية كانت دائمًا، وستظل، الضامن الأول لوحدة بلادهم واستقرارها.
محاولة جيراندو الزائفة التلاعب بشعار “عاش الملك” وتقديمه كأداة سياسية فارغة، هي محاولة مكشوفة لإعادة إحياء الخطاب الاستعماري الذي كان يسعى في الماضي لتفريق المغاربة عن ملكهم. جيراندو وأمثاله ينسون أن المغاربة لا يهتفون لقادتهم بدافع الخوف أو المصلحة الشخصية، بل من قناعة عميقة بدورهم في حماية الوطن. في الخمسينيات، عندما هتف المغاربة بحياة السلطان محمد الخامس، لم يكن ذلك طلبًا للمكاسب الشخصية، بل كان دفاعًا عن السيادة والاستقلال. في السبعينيات، رفضهم لمحاولات الانقلاب كان من أجل الحفاظ على استقرار الدولة. وعندما رفعوا شعارات الإصلاح في الربيع العربي، كان ذلك إيمانًا منهم بأن الملك هو الضامن للاستقرار والإصلاح.
أما محاولة جيراندو الوقحة لإقحام اسم عبد اللطيف الحموشي في مقالته، فهي جزء من مؤامرة خبيثة تهدف إلى تقويض الثقة في المؤسسات الأمنية المغربية. الحموشي ليس مجرد مسؤول أمني، بل هو رمز للكفاءة والاحترافية في الحفاظ على استقرار الدولة، وهذا ما يشكل تهديدًا كبيرًا للمخططات المعادية. في الوقت الذي تحترق فيه دول الجوار في فوضى عارمة، يواصل المغرب مسيرته بثبات بفضل قيادة حكيمة وأجهزة أمنية تحظى بثقة الشعب، وهذه الحقيقة تزعج أعداء المملكة.
جيراندو وأمثاله، الذين يقفون وراء هذه الحملة، هم مجرد أدوات في يد الاستخبارات الجزائرية، يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإحداث شرخ بين الشعب المغربي ومؤسساته. لكن الحقيقة أن الشعب المغربي لن يتأثر بتلك الأكاذيب، لأنه مرّ بتجارب قاسية واكتسب حصانة ضد أساليب الاستهداف هذه.
المغرب ليس بحاجة إلى شرعية مستوردة من شعارات زائفة أو حملات مشبوهة، بل هو دولة ذات تاريخ راسخ ومستقبل مشرق. المغاربة يعلمون جيدًا من يحاول استهدافهم، ويعرفون أن المملكة المغربية قادرة على مواجهة كل التحديات والمخططات التي تحاك ضدها، بفضل قوة شعبها وقيادتها الحكيمة.
1 208 زيارة , 1 زيارات اليوم