مكتب القنيطرة/
في خضم التفاعلات التي أثارها المقال الأخير حول الوضعية العامة للنادي القنيطري، توصلنا برد صوتي متداول لرئيس النادي، حمل في طياته تأكيداً على جملة من المنجزات التي تحققت خلال الفترة الماضية: من تسوية جزء كبير من الديون المتراكمة، إلى إحداث قاعات جديدة للترويض الرياضي وكمال الأجسام، فضلاً عن إنشاء مطعم خاص بالنادي وتجهيز ملعب بالعشب الطبيعي، وكذا اشارة الى من وصفهم ب(المرايقية).
إننا، إذ نُثمن هذه الجهود المبذولة، ونُقر بحجم التحديات التي رافقت مرحلة إعادة التوازن المالي والإداري، نؤكد في ذات الوقت أن النقد الذي وُجه لم يكن موجهاً لشخص الرئيس أو أي مكون من مكونات النادي، بل جاء في سياق ممارسة الحق الطبيعي لكل محب ومتابع غيور على الكاك، في التعبير عن تطلعاته وانتظاراته.
إن تحقيق بعض المكاسب المالية واللوجستية لا يعفي من ضرورة تقويم الأداء التقني والإداري وتطوير العمل الميداني، خصوصاً أن النادي يظل مؤسسة عمومية تُسيَّر بأموال المنخرطين والجمهور والداعمين، ما يفرض فتح النقاش الدائم حول الحصيلة، ومواصلة المطالبة بجودة النتائج، وتجويد الحكامة، وتوسيع دائرة المشاركة في القرار، بعيداً عن شخصنة الملاحظات أو الانفعال العاطفي.
وإذا كان الرئيس المحترم قد عبر عن استعداده لترك المنصب أمام من يرى في نفسه الكفاءة لإضافة قيمة للنادي، فإن هذه الروح الديمقراطية محل ترحيب، لكنها لا تلغي حاجة المؤسسة إلى ترسيخ ثقافة النقد البناء، بوصفه آلية لتقوية المؤسسات وليس لهدمها.
إن جماهير الكاك، وهي جزء من النسيج الاجتماعي والرياضي للمدينة، لم ولن تكون عائقاً أمام أي مشروع إصلاحي جاد. بل إن حرصها على إبداء الرأي وتقديم الملاحظات، مهما بلغت حدتها أحياناً، هو تعبير عن محبة عميقة للنادي، لا رغبة في التشويش أو التثبيط.
واذ نؤكد أن مسار الإصلاح الحقيقي لا يتم بالمجاملات، بل بالاعتراف بالمكاسب، وتشخيص مواطن الخلل، وتوسيع قنوات الحوار مع كل مكونات النادي، بما يضمن للكاك العودة إلى المكانة التي يستحقها، رياضياً وتنظيمياً، داخل المنظومة الكروية الوطنية.