هل يُباع نادي برشلونة؟ تقرير يضع النقاط على الحروف وسط ضجيج “العرض السعودي”

هل يُباع نادي برشلونة؟ تقرير يضع النقاط على الحروف وسط ضجيج “العرض السعودي”

- ‎فيرياضة, واجهة
Capture decran 2025 12 13 224446

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

 

خلال الأيام الأخيرة، وجد نادي برشلونة نفسه في قلب عاصفة إعلامية جديدة، بعد تداول تقارير صحفية إسبانية تحدثت عن استعداد السعودية لتقديم عرض “غير مسبوق” لشراء النادي الكتالوني مقابل ما قيل إنه 10 مليارات يورو. رقم صادم، وسيناريو كفيل بإشعال خيال الجماهير… لكن السؤال الحقيقي ظل معلقًا: هل بيع برشلونة ممكن أصلًا؟

هذا التقرير يحاول تفكيك القصة بهدوء، بعيدًا عن الإثارة، ويقدّم أجوبة واضحة عن الأسئلة التي تشغل جماهير النادي والرأي العام الرياضي.

### من أين خرجت قصة العرض السعودي؟

مصدر الحديث هو الصحفي الإسباني فرانسوا جالاردو، الذي ربط العرض المزعوم بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معتبرًا أن الهدف هو إنقاذ برشلونة من أزمته المالية الخانقة، في ظل ديون تتجاوز 2.5 مليار يورو.

غير أن هذه المعطيات بقيت، إلى حدود الآن، **في إطار التسريبات الإعلامية فقط**، دون أي تأكيد رسمي من إدارة برشلونة أو من الجانب السعودي، ودون ظهور أي مؤشرات قانونية أو مؤسساتية توحي بوجود مفاوضات فعلية.

### لماذا تبدو الفكرة جذابة للبعض؟

لا يمكن إنكار أن برشلونة يعيش وضعًا ماليًا صعبًا:

* ديون ضخمة
* هامش محدود في سوق الانتقالات
* ضغوط مستمرة من رابطة “الليغا” وقواعد اللعب المالي النظيف

في هذا السياق، يبدو الحديث عن مستثمر قادر على ضخ مليارات اليوروهات مغريًا، خاصة لجمهور سئم لغة التقشف وبيع الأصول والحديث المتكرر عن “الرافعات الاقتصادية”.

لكن هنا بالضبط يبدأ الفرق بين **الرغبة** و**الإمكانية**.

### هل يُباع نادي برشلونة قانونيًا؟

الإجابة المختصرة: **لا، على الأقل بالشكل المتداول حاليًا**.

برشلونة ليس نادياً مملوكًا لشخص أو شركة، بل هو:

* جمعية رياضية
* مملوكة لأعضائها (السوسيوس)
* تُدار وفق قوانين داخلية صارمة

أي قرار يمسّ ملكية النادي أو يحوّله إلى شركة قابلة للبيع، يتطلب:

1. موافقة أغلبية كبيرة من أعضاء النادي
2. تصويتًا في جمعية عمومية استثنائية
3. تغيير النظام الأساسي للنادي

وهي خطوات شديدة الحساسية، لأن هوية برشلونة التاريخية تقوم على كونه “أكثر من نادٍ”، لا مجرد علامة تجارية معروضة في السوق.

### وماذا عن التجربة السعودية مع الأندية؟

السعودية دخلت بقوة عالم الاستثمار الرياضي، ونجحت فعليًا في:

* الاستحواذ الكامل على نادي نيوكاسل الإنجليزي سنة 2021
* استقطاب أسماء عالمية للدوري السعودي

لكن الفرق الجوهري أن:

* نيوكاسل نادٍ خاص قابل للبيع
* برشلونة كيان جمعوي له رمزية سياسية وثقافية وتاريخية داخل كتالونيا

ما يجعل نقل التجربة حرفيًا إلى “كامب نو” شبه مستحيل.

### إذن، ما الحقيقة وراء هذه الأخبار؟

المعطيات المتوفرة تشير إلى أن:

* لا وجود لعرض رسمي
* لا مفاوضات معلنة
* ولا استعداد قانوني داخل برشلونة للبيع

الأقرب للواقع أن ما يجري هو:

* تسريب إعلامي لقياس ردود الفعل
* أو توظيف اسم برشلونة في سياق الحديث عن النفوذ الرياضي السعودي
* أو قراءة استثمارية نظرية أكثر منها مشروعًا حقيقيًا

### الخلاصة: هل يُباع برشلونة؟

**لا يُباع برشلونة بقرار مفاجئ، ولا بمال وفير وحده.**
بيع النادي، إن طُرح يومًا، سيكون مسارًا طويلًا ومعقّدًا، يحتاج إلى موافقة جماهيره قبل أي جهة أخرى، ويصطدم بجدار صلب اسمه: الهوية.

وبصراحة، إلى أن تتغير قوانين النادي وتقتنع قاعدته العريضة بالتخلي عن نموذج عمره أكثر من قرن، سيظل برشلونة ناديًا لا يُشترى… مهما كان الرقم مغريًا.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *