فيروس “المُكدِّرون” يهدد حلم صعود النادي القنيطري

فيروس “المُكدِّرون” يهدد حلم صعود النادي القنيطري

- ‎فيرياضة, رأي
IMG 20251202 WA0017

راديو إكسبرس

البث المباشر

في الوقت الذي يواصل فيه النادي القنيطري محاولته الجادة لاستعادة مكانته الطبيعية بين أندية الصفوة، تبرز مشكلة قديمة بثوب جديد: ثقافة الدخول إلى الملعب بلا تذكرة. هذه الظاهرة، التي بدت لسنوات تفصيلاً صغيرًا، تحوّلت اليوم إلى عائق حقيقي يقف في وجه فريق يبذل جهده للخروج من زمن الأزمات.

الكاك لم يصل إلى هذه المرحلة بسهولة. عاد من قسم الهواة بعدما أمضى سنوات مثقلة بتركة المكاتب السابقة؛ ديون تراكمت، وتسيير غابت عنه الشفافية، ومسار انتهى بفريق عريق على هامش البطولات. ومع ذلك، صمت كثيرون آنذاك. لم نسمع احتجاجًا ولا مساءلة، ولم تتحرك الأصوات التي نراها اليوم ترفع شعارات الرفض والاتهام. كان الفريق يغرق، والمدينة كلها تكتفي بالمشاهدة.

اليوم، وقد بدأ النادي القنيطري يستعيد توازنه، وعاد ليزاحم وينافس من أجل الصعود إلى القسم الاحترافي الأول، خرجت حملات غريبة وخبيثة يقودها “المُكدرون” تستهدف المكتب المسير، لا بنقد مسؤول، بل بضجيج أقرب إلى التشويش منه إلى النقاش.

هذا المكتب، رغم محدودية الإمكانيات، أعاد ترتيب البيت، وفتح صفحة جديدة، وساهم في إعادة الثقة إلى الفريق وجمهوره. ومع ذلك، يجد نفسه أمام سهام من أطراف لم يكن لها رأي ولا موقف حين كان النادي يعاني في الهواة، بل لم تجرؤ حتى على فتح أفواهها أمام من أوصل الفريق إلى الحضيض.

وسط هذه المعادلة الملتبسة، يبرز دور الجمهور باعتباره العنصر الحاسم. دعم الفريق لا يكون بالصوت فقط، ولا بالصورة التي تُنشر على مواقع التواصل، بل بتذكرة تُشترى وبوعي يعتبر أن الانتماء مسؤولية لا شعارًا. فكل كرسي يُحتل دون أداء هو عبء مالي يثقل كاهل فريق يعيش على ميزانية تحتاج كل درهم لتغطية تنقلات ورواتب والتزامات تقنية.

ثقافة الدخول المجاني ليست “مجرّد فوضى عند الأبواب”، بل هي تقويض غير مباشر لجهود فريق يحاول الوقوف بعد سنوات من التعثر. وفي اللحظة التي يحتاج فيها النادي إلى التفاف جماهيري واعٍ، يصبح من غير المقبول أن تستمر هذه الظاهرة وكأنها أمر عادي.

الكاك اليوم أمام فرصة تاريخية. الإدارة تعمل، اللاعبون يقاتلون، والمدرجات مطالبة بأن تكون على قدر المرحلة. والقنيطرة، التي طالما تغنّت بانتمائها لهذا النادي، مطالَبة بأن تُترجم حبها إلى دعم فعلي يبدأ من التذكرة… ولا ينتهي عند حدود التشجيع.

فريق عريق مثل الكاك لا يستحق أن يُحاصَر بثقافة “الدخول بالمجان”، ولا أن يكون رهينة حسابات ضيقة. يستحق جمهورًا يعرف أن الحفاظ على النادي يبدأ من أصغر خطوة… وأصدقها: أداء ثمن تذكرة تُبقيه واقفًا.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *