اوسار أحمد/
كشفت مصادر مطلعة أن قياديين بحزب العدالة والتنمية في القنيطرة شرعوا في عقد لقاءات متوالية مع أعضاء من حركة التوحيد والإصلاح، في محاولة لإعادة إحياء تنظيم الحزب محليًا، بعد الضربة القاسية التي تلقاها في استحقاقات 2021. ويبدو أن هذه الدينامية الجديدة تأتي في سياق الاستعداد المبكر لخوض غمار الانتخابات المقبلة، وسط رغبة في استرجاع النفوذ السياسي المفقود.
وبحسب نفس المصادر، فقد اقترحت الحركة، المعروفة بقربها الإيديولوجي والتنظيمي من التنظيم الاعلامي للاخوان المسلمين، الاعتماد على شبكة الجمعيات المدنية التي ترتبط بالحزب أو تتقاطع معه في التوجه، كآلية لإعادة تنشيط القواعد الحزبية وتوسيع دائرة الحضور في الفضاء المحلي. وتكثفت في الآونة الأخيرة تحركات شبه سرية لتنسيق دعم هذه الجمعيات، بهدف تمكينها من الاستفادة من الدعم المالي الذي يقدمه المجلس الجماعي في اطار دعم مشاريع الجمعيات، ما يعكس رغبة واضحة في استثمار النفوذ المؤسساتي السابق لتثبيت مواقع جديدة.
ولا تقتصر رهانات الحزب على الجمعيات، بل تتجاوزها إلى استغلال الفصائل الطلابية ذات التوجه الإخواني داخل الجامعة، من أجل ضمان توسيع القاعدة التنظيمية وسط الشباب. كما يسعى التنظيم، وفق متتبعين، إلى استثمار الوقفات التضامنية مع القضية الفلسطينية، لجذب متعاطفين جدد وتلميع صورته، في ظل الانهيار الذي اصاب الحزب.
هذا الحراك الذي يجري في الظل، يعكس مسعى الحزب لإعادة ترتيب بيته الداخلي وترميم شبكة نفوذه، معوِّلًا على أدواته الدعوية والمدنية والطلابية، في ظل فتور واضح في العلاقة مع الشارع واهتزاز الثقة الشعبية عقب تجربة تدبيرية فاشلة، تسببت في كوارث اجتماعية غير مسبوقة .