اوسار أحمد/
شهد تنظيم البوليساريو تصدعاً جديداً في صفوفه، بعد أن أقدم شاب من مدينة العيون يُعرف بلقب “ولد لاتيرا” على إحراق بطاقة عضويته في التنظيم، في خطوة رمزية أعلن من خلالها تبرؤه من المشروع الانفصالي وتجديد ولائه للمغرب.
العملية جرت في وضوح تام وأمام عدسات الكاميرا، حيث أظهر الشاب بطاقته الوطنية المغربية، مؤكداً انتماءه لوطنه الأم ورفضه لما وصفه بـ”المشروع القبلي الانفصالي”. الفيديو، الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار موجة من التفاعل، واعتُبر ضربة جديدة للبوليساريو وسط تصاعد موجة الانشقاقات.
هذه الحادثة تأتي في سياق تحولات عميقة تشهدها قضية الصحراء، خاصة بعد توالي اعتراف عدد من الدول بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مامثل صفعة لجبهة البوليساريو الارهابية، وراعيتها الجزائر . مع هذه التطورات، بدأت تتزايد أصوات من داخل المخيمات وفي مناطق الصحراء تعلن رفضها لقيادة البوليساريو وخطابها، خاصة في أوساط الشباب.
شهادات متطابقة من العائدين إلى أرض الوطن تشير إلى اتساع حالة السخط داخل المخيمات، ووجود انقسامات حادة بين قيادات البوليساريو. كثير من الشباب الصحراوي أصبح يعتبر أن مشروع الانفصال فشل في تحقيق أي أفق واقعي، وأن الاستمرار فيه لم يعد يخدم سوى قلة تحتكر القرار وتستفيد من المساعدات الدولية.
التحول الذي مثله “ولد لاتيرا” يعكس مزاجاً عاماً بدأ يتبلور في السنوات الأخيرة، عنوانه التمسك بالوحدة الترابية والانخراط في مشاريع التنمية التي يشهدها الجنوب المغربي.