اوسار أحمد/
وصلت إلى ميناء الدار البيضاء دفعة جديدة من المركبات المدرعة المقاومة للألغام والكمائن من طراز M-ATV، في خطوة مهمة لتعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية المغربية.
تُصنَّع هذه المركبات من قبل شركة Oshkosh Defense الأميركية، وتُصنف ضمن فئة MRAP (محمية من الكمائن والألغام). صُممت M-ATV لتلبية حاجة القوات المسلحة الأميركية لمركبة قادرة على التحرك بكفاءة في التضاريس الوعرة والجبلية، كما حدث في العمليات بأفغانستان. دخلت الخدمة مع الجيش الأميركي عام 2009، وتتميز بحماية فائقة للطاقم، عبر نظام دروع متطور طورته شركة بلاسان الأمريكية، مستخدم في أكثر من 5000 مركبة MRAP حول العالم.
تعتمد المركبة على تصميم متين يجمع بين الحماية والحركة، فهي توفر مستوى عالٍ من الأمان ضد العبوات الناسفة والكمائن، مع قدرة كبيرة على التنقل في أصعب الظروف. كما أنها مزودة بأنظمة سلامة متطورة تشمل نظام التحكم في الجر ونظام الفرامل المانعة للانغلاق. تتميز بإطارات مركزية قابلة للنفخ تسمح لها بالسير لمسافة تصل إلى 30 ميلاً بسرعة 30 ميلاً في الساعة حتى مع فقدان ضغط أحد الإطارات، مما يضمن استمرارية الأداء في ظروف قاسية.
يمكن تجهيز M-ATV بمجموعة متنوعة من منصات الأسلحة التي تُشغَّل عن بُعد، وتشمل مدفع رشاش M240، قاذف قنابل Mk 19، وصاروخ موجه مضاد للدبابات BGM-71 TOW. كما تتوفر وسائل راحة حديثة مثل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ومنافذ طاقة لشحن الأجهزة الإلكترونية المحمولة، مع إمكانية نقل المركبة جواً بواسطة طائرات من نوع C-130 وCH-53 وCH-47، ما يزيد من مرونتها في الانتشار السريع.
هذه الصفقة تأتي ضمن استراتيجية المغرب لتحديث قواته المسلحة وتجهيزها بأحدث المعدات لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. تشمل هذه التحديات التوتر على الحدود الشرقية والجنوبية، ونشاط الجماعات المسلحة وشبكات التهريب التي تتطلب معدات قادرة على الحركة السريعة مع حماية عالية.
سبق للمغرب أن عزز ترسانته العسكرية باقتناء مقاتلات F-16 Viper، دبابات أبرامز M1A2، راجمات HIMARS، وأنظمة دفاع جوي Patriot، ضمن شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
هذه الخطوة تؤكد على رغبة المغرب في الحفاظ على تفوقه العسكري والتكنولوجي في المنطقة، وتبعث برسائل واضحة على مستوى الاستعداد الداخلي وعلى الصعيد الإقليمي، ما قد يدفع دول الجوار إلى إعادة النظر في موازنات التسلح الخاصة بها.
مستقبلًا، قد يشهد الجيش المغربي إدخال تقنيات متطورة أخرى مثل أنظمة الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار الهجومية، ما يعزز من قدراته في ميدان المعارك الحديثة ويؤمن له تفوقًا نوعيًا في شمال أفريقيا.
1 20 زيارة , 1 زيارات اليوم