المنصوري وحموشي: ثنائي الظل الذي صنع نفوذ المغرب الأمني

المنصوري وحموشي: ثنائي الظل الذي صنع نفوذ المغرب الأمني

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250524 WA0183

 

اوسار أحمد/

إعلان يمكن النقر عليه

يعكس التحول العميق في أداء الأجهزة الأمنية المغربية صعود المغرب كفاعل إقليمي ودولي وازن في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. فبفضل مزيج من التكوين العالي، الكفاءة العملياتية، والتعاون الدولي المتزايد، باتت المؤسسات الأمنية المغربية، وفي مقدمتها المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تحظى بثقة متزايدة من شركاء دوليين، وتُستدعى بانتظام للمساهمة في تفكيك شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة، حتى خارج حدود المملكة.

هذا الصعود لم يكن وليد ظرفية طارئة، بل نتيجة تراكم سنوات من العمل الصامت والدقيق، تقوده شخصيتان مركزيتان في المشهد الأمني المغربي: محمد ياسين المنصوري، مدير المخابرات الخارجية، وعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية. كلاهما اختار العمل في الظل دون بهرجة إعلامية، مع تركيز كامل على تطوير الأداء المؤسساتي وتعزيز فعالية الأجهزة التي يشرفان عليها. المنصوري، المعروف بعلاقاته الواسعة مع نظرائه في الغرب، أسهم في ترسيخ موقع المغرب كشريك استخباراتي موثوق. أما حموشي، فقاد إصلاحات داخلية عميقة شملت التوظيف، التكوين، وآليات المحاسبة، ما ساعد على تحسين صورة جهاز الشرطة وتعزيز ثقته لدى المواطن.

في السنوات الأخيرة، تجاوز الدور الأمني المغربي حدوده التقليدية. فالمملكة شاركت بمعلومات دقيقة ساعدت على إحباط اعتداءات في دول بعيدة مثل سريلانكا، وأسهمت في تحرير رهائن بمناطق النزاع في الساحل والصحراء. هذا الأداء عزز من مكانة المغرب كمرجع أمني دولي لا يكتفي بالدفاع عن أمنه الوطني، بل يعرض خبرته كشريك موثوق في حفظ الأمن الجماعي، خاصة في ظل تراجع بعض أجهزة الاستخبارات التقليدية عن أداء أدوارها التاريخية.

على المستوى السياسي، يُقرأ هذا التقدم على أنه إعادة تموقع ذكي للدولة المغربية، حيث لم تعد العلاقات الدولية تُبنى فقط على الدبلوماسية الكلاسيكية، بل أصبحت المعلومة الأمنية أداة فعالة في نسج التحالفات وتدبير التوازنات. المخابرات المغربية، بفضل دقة معطياتها وسرعة استجابتها، أصبحت شريكًا حقيقيًا لا يمكن تجاهله في الملفات الحساسة التي تتطلب تنسيقًا عابرًا للحدود.

هذا التقدم الكبير في الأداء الاستخباراتي المغربي لم يمر دون إشادة دولية. فقد صدرت تقارير صحفية أوروبية وأمريكية خلال السنوات الأخيرة تشيد بفعالية الأجهزة الأمنية المغربية ودورها الحيوي في تفكيك شبكات إرهابية معقدة، وتعتبرها نموذجًا ناجحًا في المزج بين الحضور العملياتي السريع والتحليل الاستخباراتي العميق. هذه الإشادات عززت من مصداقية الرباط لدى شركائها، وكرّست الأجهزة المغربية كجهات فاعلة وموثوقة في المنظومة الأمنية الدولية.

1 75 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *