اوسار أحمد/
تشهد قاعدة جوية تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية أشغالاً مكثفة لتأهيل البنية التحتية بهدف استقبال دفعة جديدة من مقاتلات F-16 Block 70/72. الأعمال الجارية تشمل بناء ملاجئ محصنة من نوع HAS، مصممة لحماية الطائرات الحربية من الضربات الجوية والهجمات الصاروخية، وضمان سلامة عمليات الصيانة والتجهيز الفني.
إعلان يمكن النقر عليه
صور الأقمار الصناعية التي نشرها المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح تكشف عن تصميم نصف دائري لهذه المنشآت، مبنيٍّ بالخرسانة المدرعة. هذا النوع من الملاجئ قادر على امتصاص الضربات المباشرة، ما يؤشر إلى اعتماد المغرب على معايير دفاعية صارمة، تواكب تطور أسطوله الجوي وتُعزز مناعته في مواجهة التهديدات المحتملة.
الدفعة المرتقبة من مقاتلات F-16 Block 70/72 تضم 25 طائرة، تمثل النسخة الأحدث ضمن هذا الطراز. تتوفر هذه المقاتلات على رادار متطور من نوع AESA يمنح قدرة رصد وتتبع دقيقة للأهداف، إلى جانب نظام متكامل للحرب الإلكترونية، يجعلها أقل عرضة للتشويش والرصد. كما أنها مزودة بحزمة تسليحية ذكية تشمل صواريخ دقيقة التوجيه وقنابل موجهة بالليزر، ما يمنحها قدرة هجومية عالية مع تقليل الأضرار الجانبية.
هذه الخطوة تعكس توجهاً استراتيجياً لتعزيز جاهزية سلاح الجو المغربي، خاصة في ظل التحولات الإقليمية، حيث أصبح امتلاك منصات قتالية متطورة أمراً حاسماً في معادلات الردع والتوازن العسكري. كما يعكس المشروع وعياً بأهمية حماية الأصول العسكرية من خلال البنية التحتية المتينة التي توفرها ملاجئ HAS، التي تمثل خط الدفاع الأول ضد أي استهداف مفاجئ.
مقاتلات F-16 Block 70/72 أثبتت كفاءتها العالية في ساحات القتال حول العالم. حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة، من السيطرة الجوية إلى الضربات الدقيقة ضد الأهداف الأرضية، مما جعلها خياراً مفضلاً للعديد من الدول في النزاعات الحديثة.
على سبيل المثال، لعبت مقاتلات F-16 دوراً بارزاً في حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث استخدمت لتنفيذ ضربات جوية مركزة ضد البنى التحتية العسكرية العراقية بدقة عالية. كما تم توظيفها في العمليات العسكرية الامريكية في أفغانستان، حيث أثبتت فاعليتها في دعم القوات البرية وتدمير أهداف معادية معقدة باستخدام أنظمة تسليح متطورة.
نجاعة هذه المقاتلات ترتكز على توازنها بين السرعة، القدرة على المناورة، والتقنيات الحديثة التي تساعد الطيار على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة في ظروف قتالية متغيرة. هذا يجعلها أداة حاسمة في الحروب الحديثة التي تتطلب دقة عالية وقدرة على البقاء في أجواء ميدانية خطرة.
