مصطفى الفيلالي
إنطلقت اليوم بمدينة الدارالبيضاء فعاليات “الهاكاثون” تحت شعار «كازا سمارت موف: التنقل الذكي في خدمة المواطن»، والمنظم في فضاء “LaStartupStation” من طرف “Casablanca Events Animation”، في إطار جولة “Smart Cities Morocco Roadshow 2025” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وعلى مدى 36 ساعة من العمل المكثف، سيتعاون مطورون ومخططو مدن ومبتكرون وحاملو مشاريع لتصميم حلول ملموسة تهدف إلى إعادة تصور التنقل الحضري في الدار البيضاء. والهدف: تخيل مدينة أكثر انسيابية، وشمولية، واستدامة، من خلال توظيف التكنولوجيا في خدمة رفاهية المواطنين.
وفي إطار الهاكاثون، ناقش متدخلون جملة من التوصيات الرامية إلى تحسين جودة التنقل الحضري، من خلال توظيف التكنولوجيا والتخطيط الحضري المتقدم.
وشدد المتدخلون على ضرورة تسريع وتيرة اعتماد التكنولوجيا الحديثة لتجويد النقل العمومي، مع التأكيد على أهمية حفظ سلامة المواطنين في هذا التحول الرقمي. كما دعوا إلى إيجاد حلول توافقية بين سائقي سيارات الأجرة التقليدية والشباب العاملين عبر تطبيقات النقل الذكي، تجنباً لأي صدامات مجتمعية وضماناً لمناخ من التعاون والتكامل في هذا القطاع الحيوي.
من جهة أخرى، دعا المشاركون إلى إعادة التفكير في تخطيط المدينة بما يضمن ألا تتجاوز المدة الزمنية التي يقضيها المواطن المغربي في التنقل داخل الدار البيضاء 15 دقيقة لقضاء حاجاته اليومية، سواء المهنية أو الإنسانية. وشددوا في هذا السياق على أهمية تعزيز البنية التحتية عبر زيادة عدد المستشفيات، مرائب السيارات، والمرافق العمومية الأخرى في مختلف أحياء المدينة.
كما أثار المتدخلون معضلة تزايد أعداد السيارات الخاصة سنوياً في العاصمة الاقتصادية، معتبرين أن من بين الحلول الناجعة للحد من هذه الظاهرة تقديم المسؤولين والنخب السياسية نموذجاً يحتذى، عبر استعمالهم لوسائل نقل بديلة كالدراجات الهوائية ووسائل التنقل الكهربائية، أسوة بما هو معمول به في كبريات المدن الغربية.
وفي السياق ذاته، تمت مناقشة خاصية التنقل المشترك (covoiturage) كحل مبتكر يسهم في الحد من السلوكيات السيئة أثناء القيادة في شوارع الدار البيضاء، فضلاً عن تعزيز الثقة وروح التعاون بين المواطنين، مما يساهم في خلق بيئة حضرية أكثر أماناً واحتراماً.
واختُتمت الندوة بدعوة موجهة إلى المهندسين المعماريين الشباب إلى المساهمة في بلورة نموذج عمراني فعال وشامل لمدينة الدار البيضاء، عبر اعتماد مناهج “تخطيط المدن” والاستلهام من تجارب دول متقدمة تتشابه في الخصوصيات مع المغرب، مع الحرص على تكييفها مع السياق المحلي والاستفادة من التقدم التكنولوجي الذي توفره تلك النماذج.
1 38 زيارة , 1 زيارات اليوم