يرتقب أن يُشرف الملك محمد السادس، خلال الأيام المقبلة، على تدشين عدد من المشاريع التنموية الكبرى في العاصمة الرباط. هذه المشاريع تجمع بين البعد الرمزي والاقتصادي، وتشكل امتداداً للرؤية الاستراتيجية التي يقودها الملك من أجل تعزيز مكانة المغرب إقليمياً ودولياً.
من بين أبرز هذه المشاريع، “برج محمد السادس”، الذي يُعد الأعلى في إفريقيا بارتفاع يصل إلى 250 متراً. انطلقت أشغال بناء هذا الصرح في مارس 2016، ويُرتقب أن يُشكل رمزاً معمارياً جديداً للرباط، يواكب طموحات المغرب في التحديث وجذب الاستثمار.
كما سيشرف جلالة الملك على افتتاح “المسرح الكبير للرباط”، الممتد على مساحة 7 هكتارات بمحاذاة نهر أبي رقراق، قرب صومعة حسان وضريح محمد الخامس. يهدف هذا المشروع إلى دعم البنية الثقافية للعاصمة، وتحويلها إلى وجهة رئيسية للثقافة والفنون على الصعيدين العربي والإفريقي.
ويشمل برنامج التدشينات أيضاً سوق الجملة الجديد بجهة الرباط سلا القنيطرة، في منطقة الحي الصناعي النهضة. يُرتقب أن يحدث هذا السوق نقلة نوعية في سلاسل التوزيع الفلاحي والغذائي، عبر منظومة حديثة لتنظيم العرض وتطوير سلاسل التموين.
وكان جلالة الملك قد أشرف مؤخراً على تدشين الخط السككي فائق السرعة الجديد TGV الرابط بين القنيطرة ومراكش، انطلاقاً من محطة الرباط أكدال. هذا المشروع يعزز شبكة النقل الوطنية، ويقلص زمن الرحلات بين كبريات المدن، ويعكس التوجه نحو مغرب أكثر ربطاً واندماجاً.
هذه المشاريع تأتي في سياق دينامية عمرانية وتنموية شاملة تشهدها المملكة المغربية، عبر أوراش كبرى تشمل البنى التحتية، الطاقة، الفلاحة، التحول الرقمي، والصناعة. وهي أوراش تُجسد الإرادة السياسية في بناء نموذج تنموي جديد يستجيب لتطلعات المواطنين، ويركز على الفعالية والعدالة المجالية والنمو الاقتصادي المستدام.