ولاء مريب ومواقف مشبوهة.. هل أصبح البيجدي وكيلاً لإيران في المغرب 

ولاء مريب ومواقف مشبوهة.. هل أصبح البيجدي وكيلاً لإيران في المغرب 

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250417 WA0051

 

 

اوسار أحمد /

 

في مشهد يلخص أزمة الهوية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية، يمضي الحزب نحو مؤتمره الوطني التاسع وسط سلسلة قرارات تكشف عن تناقض صارخ في أولوياته. فبينما يرفض دعوة رئيس الحكومة عزيز أخنوش والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر وقيادات وطنية اخرى، يفتح أبوابه لوفد من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، كأننا أمام فرع إقليمي للتنظيم ولبس حزب سياسي مغربي . هذه المفارقة لا تعكس فقط انفصاماً في الرؤية، بل تكشف عن عمق الأزمة الاستراتيجية التي يعاني منها الحزب.

 

المبررات التي قدمها الحزب لاستبعاد الشخصيات الوطنية تتهاوى عند مقارنتها بحفاوة الاستقبال التي يعدها لوفد أجنبي. فإذا كان عدم دعوة أخنوش مبرراً بـ”تنازع المصالح”، فما هو التفسير المنطقي لاستضافة ممثلي حركة لا تمت بصلة للواقع السياسي المغربي؟ بل الأكثر من هذا أن لقياداتها موقف ضد الوحدة الترابية للمملكة وكثيرا ماعبرت قياداته عن دعمها للبوليساريو، أليس هذا دليلاً دامغاً على أن الحزب قد فقد بوصلته الوطنية، وأصبح أسيراً لرؤية ضيقة تخلط بين الأولويات الاستراتيجية والمواقف العاطفية؟

 

خلف هذه القرارات يقف ظل عبد الإله بنكيران الطويل، الذي يبدو أنه حوّل الحزب إلى “ثكنة” شخصية. فالحزب الذي كان يوماً قوة سياسية، أصبح اليوم يدور في فلك زعيم يفضل التصادم على الحوار، والانكفاء على الانفتاح. بنكيران الذي ظهر في آخر ظهور إعلامي له ارتباكاً واضحاً في تناول الملفات الوطنية، يصر مع ذلك على قيادة الحزب نحو مزيد من العزلة.

 

المؤتمر الوطني الذي كان يمكن أن يكون فرصة للمراجعة والتجديد، يتحول تحت هذه القيادة إلى منصة لتصفية الحسابات. فبدلاً من أن يكون محطة للحوار الوطني البناء، يصبح ساحة لاستعراض المواقف الأيديولوجية التي لا طائل من ورائها. أليس من المفارقات أن حزباً يفترض أنه جزء من المنظومة الديمقراطية، يرفض أبسط قواعد الاشتغال السياسي الرشيد؟

 

التناقض الأكبر يظهر في معايير الحزب في التعامل مع الشركاء. فبينما يقصي القوى السياسية الوطنية، يبحث عن شرعية مستوردة من خلال التحالفات الخارجية. هذه الازدواجية تطرح سؤالاً وجودياً: هل ما زال هذا الحزب مؤهلاً لتمثيل أي قطاع من الشعب المغربي، أم أنه أصبح مجرد صدى لرؤى بالية عفا عليها الزمن؟

 

العدالة والتنمية اليوم أمام مفترق طرق حاسم. إما أن يعود إلى جذوره الوطنية وينخرط في المعترك السياسي بمنطق المسؤولية، أو يواصل انزلاقه نحو الهامشية. فالمغرب الذي يتغير بسرعة لا يحتمل أحزاباً تعيش في الماضي، وتصر على تبني خطاب تجاوزه الواقع.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *