راديو إكسبرس
البث المباشر
شهدت مدينة آسفي،أمس الأحد، تساقطات مطرية قوية أدت إلى فيضانات مفاجئة في عدد من الأحياء والشوارع، مخلفة خسائر مادية و بشرية، ومعاناة حقيقية للساكنة، خاصة في المدينة العتيقة.
هذه الظاهرة الطبيعية، طرحت سؤالا حول طريقة تناول الأحداث في الفضاء الرقم
خلال مثل هذه الأزمات، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق مشاهد الغرق، وتعطل حركة السير، وأحيانا أشخاص ممددين في الشوارع المغمورة بالمياه. ورغم أن بعض هذه المواد يعكس واقعا مؤلما، إلا أن جزءا كبيرا منها يكون منفصلا عن سياقه أو قادما من مناطق أخرى أو حتى من سنوات سابقة، ويعاد تداوله على أنه من فيضانات آسفي، مما يساهم في تضخيم الوضع وإثارة الخوف بين المواطنين
إن خطورة هذا السلوك لا تكمن فقط في نشر معلومة غير دقيقة، بل في ما يترتب عنها من آثار نفسية واجتماعية، حيث يسود القلق، وتنتشر الإشاعات، وقد تُفقد الثقة في المؤسسات وفي المعلومة الصحيحة. فالصورة، مهما كانت صادمة، لا تعكس الحقيقة كاملة ما لم تُرفق بسياق واضح يحدد المكان والزمان والظروف
وفي المقابل، لا يمكن إنكار أن فيضانات آسفي كشفت عن اختلالات حقيقية، من بينها ضعف قنوات تصريف مياه الأمطار، و بنية تحتية ضعيفة ، وغياب حلول مستدامة تحمي الساكنة من تكرار نفس السيناريو مع كل تساقطات قوية. وهو ما يستدعي معالجة جذرية تتجاوز الحلول الظرفية، وتعتمد على التخطيط الاستباقي والاستثمار في البنية التحتية
تفرض فيضانات آسفي مسؤولية مشتركة،أولها مسؤولية الجهات المعنية في الوقاية والتدخل، و ثانيها مسؤولية الإعلام والمواطنين في التحقق قبل النشر، وعدم الانسياق وراء المحتوى المثير دون التأكد من صحته. فالتعامل الواعي مع الأزمات لا يقل أهمية عن مواجهة الكارثة نفسها
![]()








