راديو إكسبرس
البث المباشر
نجيبة جلال/
فتاة قروية وجدت نفسها في دوامة المال والاستغلال
قصة شيماء، المعروفة على تيكتوك بـ”هق هق”، ليست مجرد حكاية شخصية؛ بل مرآة صادمة تعكس الوجه المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتحول العفوية إلى سلعة، والبراءة إلى طُعم تستغله شبكات منظمة عابرة للحدود.
شيماء، شابة في الـ23 من عمرها، تنحدر من منطقة برشيد وتعيش في ظروف اقتصادية هشة. حصلت مؤخراً على شهادة الباكالوريا من بيئة قروية بسيطة، وبدأت تحكي معاناتها اليومية بعفوية وبدون فلاتر على تيكتوك. في وقت وجيز، وجدت نفسها محاطة بآلاف المتابعين الذين شدّهم صدقها وبساطتها.
لكن الإقبال الكبير لم يمر دون أن تلتقطه شبكات متخصصة في استغلال “المؤثرين الجدد”، فُتح أمامها باب السفر نحو الإمارات وكوريا، بل حتى أوراق الإقامة بالإمارات وُفرت لها. هكذا تحولت القصة سريعاً من “الحمارة للطيارة”، ومن شابة قروية إلى نجمة صاعدة في عالم التيكتوك المليء بالمال والانبهار.
دخول “أشرف” على الخط… من الفيلتر إلى الصدمة
في خضم هذه الدوامة، ظهر أشرف، شاب مغربي مقيم في بلجيكا. البداية كانت بإرسال 5000 درهم عبر تيكتوك، ثم رسائل خاصة، وبعد أسبوع فقط عرض عليها الزواج. بالنسبة لشيماء، التي لم تغادر عالمها الصغير من قبل، بدا أشرف في الفيديوهات رجلاً وسيماً بفيلتر التيكتوك، وأغرقها بالهدايا الافتراضية؛ أبرزها “27 أسداً” في ليلة واحدة تعادل قيمتها 135 ألف درهم.
لكن عند اللقاء الأول في الرباط، حيث أصر أشرف أن يتم عقد القران هناك بدل زيارة أسرتها، كانت الصدمة. الصورة الحقيقية بدون فيلتر لا تشبه أبداً صورة فارس الأحلام على الشاشة. ومع ذلك، تم عقد القران بمصاريف دفعتها شيماء من “أسود التيكتوك”.
ليلة العرس تتحول إلى كابوس
وفقاً لتصريحات شيماء ووالدتها للجمعية التي تبنت ملفها، تحولت الليلة الأولى إلى جحيم. شيماء تتهم زوجها بالاغتصاب الكامل باستخدام القيود (les menottes)، واستعمال مجموعة من “sex toys” جلبها من فرنسا، ما تسبب لها في نزيف حاد. الأخطر من ذلك، تؤكد أنها فوجئت بأن اشرف كان يصورها و يرسل فيديوهات لأصدقائه.
من وعود الزواج إلى شكايات قضائية
القضية لم تقف عند هذا الحد. الجمعية وضعت شكاية أمام محكمة الاستئناف تتهم أشرف بـ:
الاغتصاب.
الزواج بدون صداق.
النصب باستعمال خاتم لا يتجاوز 2000 درهم، قدمه كخاتم ماس أمام العدول.
استغلال هشاشة فتاة قروية فقيرة.
الابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أسئلة مفتوحة على مصير أكبر
هذا الملف المثير يفتح الباب أمام أسئلة عميقة:
من أين يحصل “أشرف” على هذه الأموال الطائلة التي يوزعها في تيكتوك؟
ما هي حقيقة الشبكة النسائية التي أخذت شيماء إلى الإمارات وكوريا ووفرت لها الإقامة؟
هل كان الزواج مجرد واجهة لاستغلالها وجلب المشاهدات؟
والأخطر: هل سيفتح المغرب تحقيقاً في قضايا مماثلة، على ضوء ما تفجر في دول أخرى من ملفات مرتبطة بالدعارة الرقمية وتبييض الأموال عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
قصة شيماء “هق هق” ليست سوى عينة من عشرات القصص التي تفضح واقعاً مخيفاً: مواقع التواصل تحولت إلى سوق سوداء لبيع الأوهام، حيث الضحية الأولى دائماً هي الفتيات القادمات من الهشاشة، اللواتي يبحثن عن بصيص أمل في زمن سريع الوتيرة.
![]()









