جدد حزب الأصالة والمعاصرة، خلال انعقاد الدورة الـ30 لمجلسه الوطني يوم السبت 31 ماي 2025، تأكيده على وضع الإنسان في صلب السياسات العمومية، وربط العمل الحزبي بالتحديات الوطنية والدولية التي تواجه المغرب. الكلمة الافتتاحية للقيادة الجماعية ركزت على القيم المؤسسة للحزب، وعلى رأسها التضامن، القرب من المواطن، والانخراط الواعي في مشروع تنموي شامل يقوده الملك محمد السادس.
قيادة الحزب اعتبرت أن المرحلة الحالية دقيقة ومليئة بالرهانات، ما يتطلب وعيا جماعيا ومسؤولية سياسية حقيقية داخل الأغلبية الحكومية. ووضعت قضية الصحراء المغربية على رأس الأولويات، باعتبارها معركة سيادية تخوضها البلاد بذكاء دبلوماسي وتنمية اقتصادية، حيث تحولت المسيرة الخضراء إلى نموذج متجدد عبر مشاريع كبرى في الأقاليم الجنوبية، ودينامية دولية أثمرت اعترافات وازنة بسيادة المغرب.
في السياق نفسه، عبرت القيادة الجماعية عن دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الحزب يعتبرها قضية وطنية في مرتبة الصحراء، لا تخضع لأي مزايدات. وسجلت الكلمة أن الدفاع عن الحق الفلسطيني لا ينفصل عن قيم الحزب في التضامن والإنسانية، مشيرة إلى زيارة سابقة لقيادات الحزب إلى القدس.
على المستوى الداخلي، حذرت الكلمة من الحسابات السياسوية الضيقة، ودعت إلى تجاوزها لصالح الانصات للمواطنين وتلبية حاجياتهم. وأشادت بمبادرة “جيل 2030” كمنصة للاستماع إلى الشباب وتفعيل مشاركتهم في النقاش العمومي، إلى جانب برامج أخرى مثل “جواز الشباب” التي تستهدف تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا.
كما نبهت الكلمة إلى استمرار معاناة المواطنين رغم بعض المنجزات، بسبب تراكمات سياسات عمومية سابقة لم تضع الإنسان في صلب أولوياتها. واستشهدت بقياس بسيط على ذلك هو تأخر إخراج قانون العقوبات البديلة، رغم الحديث عنه منذ عقود.
القيادة الجماعية شددت على أن التحديات تتطلب سياسة قرب حقيقية، والتواصل الدائم مع المواطنين، ومواصلة أوراش كبرى مثل الانتقال الطاقي، والتحول الرقمي، وإصلاح العدالة، والتكوين المهني. كما أكدت أن نجاح البرامج الحكومية لن يتحقق إلا بتنسيق الجهود بين الوزراء، المنتخبين، والمناضلين على المستوى الترابي.
في الجانب الاقتصادي، أشارت إلى أن الناتج الداخلي الخام المغربي تضاعف ثلاث مرات خلال 25 سنة، منتقلا من 45 إلى 150 مليار دولار، بفضل البنية التحتية وتطور القطاعات الإنتاجية. ودعت إلى تحديث النموذج الاقتصادي بالتركيز على الذكاء الاصطناعي، الصناعات الثقافية، الرقمنة، ومونديال 2030 كمحفز للتنمية الشاملة.
على مستوى العمل المؤسساتي، أثنت القيادة على أداء الوزراء والبرلمانيين داخل مجلسي البرلمان، والدور الفاعل لأعضاء المجلس الوطني في اللجان الموضوعاتية. كما نوهت بالدينامية التنظيمية داخل الحزب، وخاصة المؤتمرات الجهوية واللقاءات التواصلية، مشددة على أهمية دور المرأة داخل الحزب، وخاصة في النقاش المرتبط بتعديل مدونة الأسرة.
وفي ختام كلمتها، دعت القيادة الجماعية إلى الحفاظ على المكتسبات، وتوجيه العمل الحزبي نحو الأولويات الحقيقية للمواطن، مشددة على أن المستقبل لا يمكن بناؤه إلا من خلال الالتزام الجماعي بسياسات تضع الإنسان في قلب التنمية، وتحمي كرامته، وتؤمن له فرصة العيش الكريم.
1 21 زيارة , 1 زيارات اليوم