المجدوبي – مستشار الزيف وخنجر في خاصرة الوطن

المجدوبي – مستشار الزيف وخنجر في خاصرة الوطن

- ‎فيمجدوبيات, واجهة
مجدوبيات 7

القناص

في هذه الحلقة من سلسلة “مجدوبيات”، نسلط الضوء على شخصية ارتدت قناع النضال بينما كانت تتقلب في دروب الانتهازية، إنه الحسين المجدوبي، المعروف في أوساط المتابعين بـ”منحوسي”، ذلك الكائن الهش الذي بدأ مشواره متسولًا على أعتاب النفوذ، وانتهى به الحال أداة صغيرة في خدمة خصوم الوطن.

في بداياته، عرف عن منحوسي تقلبه المزمن بين المديح المبتذل لولي نعمته الامير هشام العلوي، حين كانت خزائن هذا الأخير مفتوحة أمامه، وبين نوبات النقمة والانقلاب عليه عندما جفّت منابع التمويل. لم يكن يومًا حاملًا لمشروع وطني أو مفكرًا مبدئيًا، بل مجرد صياد فرص، احترف تقمص دور “المستشار السياسي” دون شرعية أو معرفة، فقط ليستأثر بالقرب من الثروة والنفوذ والتحكم في ممتلكات الغير.

في سنة 2014، استغل فرصة صدور كتاب لسيده ليعقد صفقة ترجمة مشبوهة مع الصحافي الإسباني المعروف بعدائه الشرس للمغرب، إغناسيو سيمبريرو. فرضا معًا على دار النشر الإسبانية “بينينسولا” سعرًا خرافيًا لترجمة باهتة من حيث الجودة، لكن مربحة من حيث الغنيمة التي اقتسماها خارج كل أخلاق المهنة. العلاقة بين منحوسي وسيمبريرو لم تكن عابرة، بل كانت ممتدة، حيث ظل الأول يمد الثاني بتسريبات مفبركة ومواد إعلامية موجّهة لتشويه صورة المملكة ومؤسساتها، واضعًا نفسه في موقع الهمس المتآمر خلف الستار.

حين توهّم أنه الوريث الشرعي لأفكار سيده، حاول أن يتميز بتطرف أكبر، فراح يبشر بأطروحات عدائية في صالونات الهاربين ومنصات المتربصين، وتحوّل تدريجيًا إلى حلقة وصل بين الفوضويين الإعلاميين ومهندسي الدعاية المضادة، يتقن تسويق السم في العسل، ويوزع الأدوار ببراعة بين الداخل والخارج. بهذا الدور، فتح المجال لحملة شعواء تستهدف ثوابت الدولة ورموزها، وتنشر الشكوك حول السيادة الوطنية وتماسك المؤسسة.

لم يتورع منحوسي في استهداف أحد أعمدة الاستقرار في الدولة، المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، مروجًا إشاعات وضيعة في أوساط المهووسين بتخاريف “صراعات البلاط”، وموهمًا بوجود شرخ داخل الأسرة الملكية، بلغت حد الادعاء بأن ولي العهد لا يكن وُدًا للمستشار، في سيناريوهات عبثية لا أساس لها. كما جعل من عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، هدفًا دائمًا لحملاته، متغافلًا عن أن هذه المؤسسة تحظى بتقدير دولي كبير بفضل مهنيتها ونجاعتها.
منحوسي، بخطابه المسموم وتحركاته الخفية، لم يكن سوى وجه جديد لأسلوب قديم: خيانة ناعمة تتخفى خلف أقنعة الحرية والنضال، لكنها تسعى فقط إلى تقويض الاستقرار وخدمة أجندات خارجية. ومع ذلك، فإن ما يجهله أمثاله هو أن البيت المغربي، بكل رموزه ومؤسساته، بات محصنًا ضد التلاعب والاختراق، وقادرًا على فرز الطارئين والمتلونين، مهما تلونت شعاراتهم أو تشعبت خيالاتهم.

1 58 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *