المنحوسي… جاحد النعمة وطالب المزيد

المنحوسي… جاحد النعمة وطالب المزيد

- ‎فيمجدوبيات, واجهة
مجدوبيات 66

القناص

في فصول سابقة، فككنا خيوط قصة صحافي ضلّ طريقه، متحولاً من مدّعٍ للفضيلة إلى لاعب بارع في دهاليز المال المشبوه والعلاقات الملتبسة. واليوم، نزيح الستار عن مشهد آخر من مشاهد السقوط: شحاذة بلباس أنيق، تتدثر بشعارات الاستقلالية و”المشروع الإعلامي البديل”.

الحسين المجدوبي، أو كما بات يعرف في أوساطه الضيقة بـ”المنحوسي”، لا يفتأ يتغنى في كتاباته بشرف الكلمة وحرية التعبير، لكنه في الواقع لا يتوانى عن طرق أبواب المال، بإلحاح المُحتاج ومراوغة الانتهازي.
طلبه الأخير؟ تمويل بقيمة 300 مليون سنتيم، بحجة إنقاذ موقع “أليف بوست” – ذاك الشبح الباهت ل “أمير بوست” – وتحويله إلى “منصة ربحية مستقلة”. طلب وُجّه هذه المرة إلى الأمير هشام، بعد فشل محاولة مماثلة لابتزاز رجل الأعمال كريم التازي.

والمفارقة التي لا تخطئها العين: أن الأمير هشام لم يغلق الباب، بل سبق له، في نونبر 2019، أن تكفل بجميع مصاريف دراسة ابنة المجدوبي، ندى، في لندن.
لكن بدلاً من الامتنان، اختار “المنحوسي” أن يسلك درب الغدر، مردداً في كواليس المجالس حديثاً مريضاً عن “نرجسية الأمير”، بل وحتى عن “بخله”، متناسياً أنه – لولا تلك اليد الممدودة – لما استطاع أن يحفظ كرامة ابنته في الغربة.

المجدوبي لا يكتفي بالتنكر، بل يشتكي – بنبرة الضحية المزمنة – من أن ارتباط اسمه بالأمير هشام جعله منبوذاً، وكأن مشكلته في نسبه الإعلامي، لا في فعله الأخلاقي. ثم يضيف، في لحظة إسقاط لا شعوري، أنه يخشى وصول الأمير إلى السلطة، لأنه – حسب زعمه – سينتقم من كل من خذله ولن ينجح في إصلاح البلاد.

ولأن الجحود لا يقف عند حد، تراه يستشيط غضباً مما يسميه “بذخ الأمير على الغرباء”، مستحضراً واقعة إنفاقه خمسة ملايين درهم على فيلم وثائقي سنة 2012، في حين أن الكلفة – بنظر “المنحوسي” – لم تكن لتتجاوز مليونين.
الفيلم هو Whisper to a Roar، عمل بصري تناول مسارات التحول الديمقراطي في بلدان متعددة، ورآه الحسين مجرد “تبذير”… لأنه لم يكن من المُنتَفعين منه.

المنحوسي، الذي يعتبر كل درهم لا يمرّ من يده هدراً، ينسى أن الكرامة لا تُشترى، وأن الصحافة التي تُمارَس بورقة حساب ليست سوى ابتزاز مُقنّع.

هو لا يكتب… بل يفاوض.
لا يراسل… بل يُساوم.
وإن لم تصغِ له، صبّ عليك جام غضبه، ثم رفع شعار “الحرية” في وجه من أطعم أبناءه.

الحسين المجدوبي، أو “المنحوسي”، لا يعيش على قلمه، بل على ركام أخلاقه المهدورة.
يعضّ اليد التي أطعمته، ثم ينشر بياناً يتباكى فيه على قطع الخبز.
وفي هذا، تتجلى المجدوبية في أبشع صورها: فنّ الارتزاق على إيقاع النفاق.

(يتبع…)

1 40 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *