قصص من الهامش تصنع الواجهة: مغاربة يصنعون المجد القضائي والقانوني في أوروبا وأمريكا اللاتينية

قصص من الهامش تصنع الواجهة: مغاربة يصنعون المجد القضائي والقانوني في أوروبا وأمريكا اللاتينية

- ‎فيجاليتنا, واجهة
IMG 20250705 WA0044

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

هاجر بودراع وحسن بردموش اسمان مغربيان يختزلان مسارات استثنائية لمهاجرين قلبوا المعادلة: من الهامش الاجتماعي إلى الصفوف الأمامية في القضاء والمحاماة بأوروبا وأمريكا الجنوبية.

هاجر، الشابة القادمة من فيرونا، تتهيأ لدخول سجل القضاء الإيطالي كأول قاضية محجبة، بينما دخل حسن، ابن الجنوب الشرقي المغربي، تاريخ البرازيل كأول محام من شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحصل على الاعتماد المهني في البلد.

من حقول الزراعة إلى منصة القضاء

هاجر بودراع، ابنة مزارع مغربي بسيط وأب لثمانية أبناء، قطعت شوطا طويلا في طريقها لتصبح قاضية. هاجرت إلى إيطاليا مع أسرتها منذ سنوات، ووضعت التعليم هدفا مركزيا لها.

اليوم، تتدرب كنائبة للمدعي العام بمحكمة فيرونا، وتنتظر اجتياز امتحان التخرج من معهد القضاء بمدينة ترينتو لتصبح رسميا أول قاضية محجبة في البلاد.

قالت هاجر في مقابلة صحفية إنها تشعر بأنها في المكان المناسب، مؤكدة أن المجتمع الإيطالي يقيّم الأشخاص على الكفاءة لا على الدين أو اللون. وأضافت أن تجربتها تجسد تحول أبناء المهاجرين من مجرد أفراد في الهامش إلى فاعلين في مؤسسات الدولة.

واقع الهجرة في إيطاليا بين القيود والفرص

يعيش في إيطاليا أكثر من 400 ألف مغربي، وفق إحصاءات رسمية. ورغم الصعوبات وتصاعد الخطاب اليميني، فإن كثيرين من أبناء الجيل الثاني، مثل هاجر، بدأوا يشقون طريقهم في مهن كانت حكرا على الإيطاليين.

يقول إبراهيم أولعربي، إعلامي مغربي مقيم في إيطاليا، إن أبناء المهاجرين باتوا يقتحمون قطاعات حساسة مثل الأمن والقضاء والطب. وأشار إلى أن المدارس الإيطالية مفتوحة في وجه أبناء الجالية، وهو ما ساعد في تكوين نخب جديدة من أصل مغربي.

من الجنوب الشرقي إلى محاكم البرازيل

على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، برز اسم حسن بردموش كمثال آخر على مسارات النجاح خارج الوطن.

ينحدر حسن من مدينة بوذنيب، وحصل على إجازة في العلوم، ثم هاجر إلى البرازيل بعد صعوبات واجهته في قطاع السياحة بالمغرب. هناك أعاد بناء حلمه من الصفر، ودرس القانون لست سنوات، ليجتاز امتحان المحاماة ويصبح أول محام من شمال إفريقيا والشرق الأوسط معتمد في البرازيل.

كتب حسن في تدوينة له: “اليوم سأنام وأنا محام، فخور بكل الصعوبات والدروس التي خضتها”.

نحو نماذج جديدة في مجتمعات المهجر

هاجر وحسن لا يمثلان فقط قصتين فرديتين، بل يعكسان تحولا أوسع في أوساط الجالية المغربية، حيث تبرز فئة من الشباب التي لا تكتفي بالاندماج، بل تسعى لتمثيل صوتها داخل المؤسسات.

في زمن تتصاعد فيه خطابات العداء للمهاجرين في أوروبا وأمريكا اللاتينية، تبرز قصص النجاح هذه كرسائل واضحة: الكفاءة لا تعرف جنسية، والطموح لا تحدّه الحدود.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *