رشيدة شلال… مغربية تصنع الفارق في قلب نيويورك

رشيدة شلال… مغربية تصنع الفارق في قلب نيويورك

- ‎فيجاليتنا, واجهة
IMG 20250619 WA0091

 

 

اوسار أحمد/

إعلان يمكن النقر عليه

في قلب مدينة نيويورك، وبين رموز العمل الدبلوماسي، وقفت رشيدة شلال، مرتدية القفطان المغربي، ترفع رأسها وراية بلدها. لم تكن مجرد مشاركة رمزية في حفل تكريمي، بل أول مغربية تُتوَّج من طرف جمعية القناصلة العامين الأجانب (SoFC) كسيدة مثالية في العمل الجمعوي والاجتماعي، ضمن احتفالات اليوم العالمي للمرأة لسنة 2025.

Capture decran 2025 06 19 213724

هذا التتويج جاء في الذكرى المئوية لتأسيس الجمعية، ووسط تمثيل نسائي من 14 دولة، اختارت كل واحدة منها نموذجًا يعبّر عن نسائها. المغرب كان حاضرًا برشيدة، التي لم تصل إلى هذا المقام بالصدفة.

رئيسة “جمعية البيت المغربي الأمريكي” لم تنتظر دعوات رسمية كي تبدأ العمل. منذ 2011، اختارت الانخراط المباشر في خدمة الجالية المغربية بنيويورك. لم تكتفِ بالشعارات أو المناسبات، بل بنت مشاريع واقعية: مدرسة الأمل لتعليم العربية والثقافة المغربية لأبناء المهاجرين، أنشطة رياضية وفنية سنوية، لقاءات توعوية، وتواصل دائم مع المؤسسات الرسمية.

السر لم يكن فقط في الأنشطة، بل في طريقة إدارتها لها. رشيدة تنصت للجالية. تحضر حيث يحتاجها الناس. تتحدث بلهجة مغربية بسيطة، تحترم الجميع، وتعرف كيف تبني الجسور بين أفراد الجالية ومحيطهم الأمريكي.

أثناء جائحة كورونا، كشفت عن وجه آخر من التزامها العملي. في حوار مع “صوت المواطن”، تحدثت عن مبادرة دعم المتضررين، والتي انطلقت من معاناة حقيقية لمستها في صفوف الطلبة العالقين، والأرامل اللواتي فقدن معيل الأسرة بسبب الفيروس. قادت حملة تضامنية واسعة لتوزيع المساعدات داخل نيويورك وخارجها، بشراكة مع القنصلية المغربية، في لحظة كشفت من يستحق فعلاً صفة القيادة الاجتماعية.

 

اللافت أن دعمها لم يتوقف عند حدود الجغرافيا. بادرت بمساعدة عائلات فقيرة داخل المغرب، رغم المسافة، لتؤكد أن الانتماء الحقيقي لا تحدّه المسافات. حملت وجع الناس معها، وتصرفت دون ضجيج.

 

رشيدة شلال لا تبحث عن الأضواء. تشتغل في صمت، وتستحضر دائمًا مصالح وسمعة وطنها في كل ما تقوم به. لا تتحدث كثيرًا عن إنجازاتها، لكنها تترك أثرًا واضحًا في كل من تعامل معها. وفية لبلدها، حريصة على صورته، مدفوعة بإحساس عميق بالمسؤولية والانتماء.

تكريمها لم يكن مجاملة، بل اعتراف بمسار نادر، خاصة في مجتمع الهجرة حيث تغيب أحيانًا القدوة، وتذوب الهوية بين ضغط الاندماج ومتطلبات الحياة اليومية. رشيدة نجحت في التوفيق بين الاثنين، وحولت الجمعية إلى مرجع فعلي للانتماء والانفتاح في الآن نفسه.

خلف الاحتفال الرسمي، مشهد صغير يلخص الصورة: رشيدة تصعد إلى المنصة برفقة صديقتها المقربة وإعلامي مغربي يمثل القناة الصحراوية. لحظة مغربية خالصة في وسط دولي. لحظة تقول إن المرأة المغربية، حين تشتغل بصمت وبصدق، تصل.

اليوم، بعد هذا التتويج، صار اسم رشيدة شلال رمزًا لكل النساء المغربيات اللواتي يخدمن من دون ضجيج، ويرسمن للمغرب حضورًا نقيًّا في العالم.

1 22 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *