طفل غزّي يمسك بقطعة بسكويت مغربية… صورة تختزل الدفء الإنساني للمغرب في زمن الحرب

طفل غزّي يمسك بقطعة بسكويت مغربية… صورة تختزل الدفء الإنساني للمغرب في زمن الحرب

- ‎فيدولي, واجهة
IMG 20250803 WA0002

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

اوسار احمد/

أثارت صورة لطفل فلسطيني من قطاع غزة، وهو يحمل قطعة من بسكويت “هيرنيس” المغربي، تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. الصورة التُقطت ضمن لحظة توزيع المساعدات الإنسانية التي أمر بها الملك محمد السادس، ولامست وجدان الآلاف ممن رأوا فيها مشهدًا صامتًا لكن بالغ التأثير.

هذا المشهد، رغم بساطته، حمل دلالة قوية. فقد كشف عن عمق التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني، تضامن لا يحتاج إلى شعارات ولا إلى عدسات إعلامية، بل يُترجم على الأرض، حيث الجوع والألم، حيث الأطفال ينتظرون ما يسد رمقهم.

في مقابل الخطابات الرنانة والمواقف الاستعراضية، يختار المغرب أن يوجّه دعمه حيث يصنع الفرق. الرسالة تصل بهدوء، من خلال الفعل لا القول، ومن خلال الميدان لا المنصات. وهنا تتجلى الفلسفة الإنسانية للدبلوماسية المغربية، التي تضع الإنسان أولًا.

في هذا السياق، ووفاءً بالتزاماته الثابتة، أصدر جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسًا للجنة القدس، تعليماته السامية لتوجيه مساعدات إنسانية عاجلة إلى سكان قطاع غزة. خطوة تندرج ضمن سلسلة مبادرات سابقة، يجمعها خيط واحد: الحضور المغربي الميداني إلى جانب الفلسطينيين في الأوقات الحرجة.

وتضم هذه المساعدات 180 طناً من المواد الأساسية، منها الغذاء، الحليب، مستلزمات الأطفال، الأدوية، الخيام، والأغطية. شحنة متكاملة صُممت بعناية لتلبية الحاجات الفعلية للفئات الأكثر هشاشة، خاصة في ظل العدوان المتواصل والحصار الخانق.

ولضمان الفعالية، يتم نقل هذه المساعدات عبر مسار خاص، يُراعي ظروف الحرب ويختصر الوقت، ما يعكس حرص المغرب على تقديم دعم عملي، بعيد عن البيروقراطية والتأخير. الفعل الإنساني هنا ليس فقط مبادرة، بل رؤية متكاملة للتدخل السريع والمنظم.

هكذا يؤكد المغرب مرة أخرى أن موقفه من القضية الفلسطينية ليس ظرفيًا ولا انتقائيًا. إنه التزام تاريخي، تحركه قناعة راسخة بأن التضامن الحقيقي يُقاس بما يصل إلى يد الطفل الجائع، لا بما يُقال في نشرات الأخبار.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *