الجنرال لانغلي : القنيطرة مرشحة لاحتضان مقر “أفريكوم”.. وتعزيز الدور الأمريكي في أفريقيا

الجنرال لانغلي : القنيطرة مرشحة لاحتضان مقر “أفريكوم”.. وتعزيز الدور الأمريكي في أفريقيا

- ‎فيدولي, واجهة
IMG 20250612 WA0171

 

الجنرال لانغلي : القنيطرة مرشحة لاحتضان مقر “أفريكوم”.. وتعزيز الدور الأمريكي في أفريقيا

إعلان يمكن النقر عليه

اوسار أحمد/

في تحول استراتيجي غير مسبوق، أعلنت القيادة الأمريكية عن نيتها نقل مقر قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) من ألمانيا إلى المغرب، وتحديدًا إلى مدينة القنيطرة، التي باتت تحظى بمكانة خاصة لدى صناع القرار العسكري في واشنطن.

القرار، الذي كشف عنه الجنرال مايكل لانغلي، قائد أفريكوم، خلال جلسة استماع بالكونغرس الأمريكي، وُصف بأنه خطوة جريئة نحو تعزيز الحضور الأمريكي في القارة السمراء، ولا سيما بمنطقة الساحل التي تشهد منذ سنوات اختلالات أمنية متفاقمة وتنافسًا دوليًا محتدمًا، أبرز وجوهه روسيا.

لانغلي، الذي خاطب لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، لم يُخفِ التقدير الكبير الذي تكنّه بلاده للمملكة المغربية، واصفًا إياها بـ”الشريك الأكثر موثوقية في أفريقيا”. وأكد أن هذا الانتقال سيمكن من تفعيل العمليات الميدانية وتحسين الاستجابة للتهديدات الإرهابية، رغم التكاليف العالية المرتبطة بنقل المقر من شتوتغارت الألمانية.

ورغم النقاشات التي تعود إلى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن القرار لم يأخذ طابعًا رسميًا إلا في الآونة الأخيرة، بعد مفاضلة بين عدة مواقع، منها قاعدة روتا بإسبانيا وخيارات أخرى بشمال أفريقيا، إلا أن كفة المغرب رجحت بقوة، في ضوء التعاون العسكري الوثيق والدور المتنامي للرباط في حفظ الأمن الإقليمي والدولي.

وخلف هذا التوجه رسائل سياسية واضحة، خاصة في سياق التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية التي تعرفها منطقة الساحل. كما يبعث القرار بإشارات واضحة إلى الأطراف التي توظف الإرهاب كأداة نفوذ، وفي مقدمتها جبهة البوليساريو، التي ربطتها تقارير استخباراتية ألمانية مؤخرا بجماعات متطرفة تنشط بمنطقة الساحل.

ويُرتقب أن يعرف الهيكل القيادي لأفريكوم تغييرات نوعية، إذ سيتم تعيين الجنرال ديفيد أندرسون من سلاح الجو الأمريكي قائدًا جديدًا للقيادة، بينما سيتولى الجنرال براد كوبر قيادة العمليات المركزية، في ما يبدو أنه تجديد في الرؤية الاستراتيجية الأمريكية لأدوار أفريكوم في المرحلة المقبلة.

ورغم أن أفريكوم تأسست عام 2007، إلا أن مقرها ظل منذ البداية خارج القارة، في مدينة شتوتغارت الألمانية، لأسباب أمنية وسياسية، أبرزها حادث مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر، غير أن تعقيدات الوضع في أفريقيا عجلت بإعادة النظر في هذا التموقع.

التحرك الأمريكي نحو القنيطرة يحمل أبعادًا تتجاوز مجرد البعد العسكري، فهو يعكس، بحسب مراقبين، اعترافًا ضمنيًا بالمغرب كحليف استراتيجي موثوق، وكسدّ أمني في وجه تنامي التهديدات الإرهابية وتغلغل قوى أجنبية منافسة في شمال وغرب أفريقيا.

وفي وقت ترتفع فيه وتيرة الزيارات والاتصالات بين مسؤولي الدفاع في البلدين، يُنتظر أن يفتح القرار الباب أمام مشاريع استثمارية أمريكية مصاحبة للوجود العسكري، ما قد يجعل من القنيطرة نقطة ارتكاز أمريكية ليس فقط على الصعيد العسكري، بل الاقتصادي والتنفيذي في القارة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *