ملف الصحراء يطوى… والأمم المتحدة ترفع الراية البيضاء

ملف الصحراء يطوى… والأمم المتحدة ترفع الراية البيضاء

- ‎فيدولي, واجهة
Capture decran 2025 06 01 195401

 

 نجيبة جلال/

إعلان يمكن النقر عليه

ها نحن نصل إلى اللحظة التي طال انتظارها: لحظة انكشاف الحقيقة، وسقوط الأقنعة، ورفع الراية البيضاء من طرف من كانوا يراوغون باسم “الشرعية الدولية“.

قرار الأمم المتحدة تقليص حضور موظفيها في ملف الصحراء، بدءاً من مفوضية اللاجئين بتندوف، مروراً بالعيون، وانتهاءً بمكتب الرباط، ليس إجراءً إدارياً عابراً تفرضه الضغوط المالية كما يُراد إقناعنا، بل هو إعلان ميداني عن نهاية دورها في نزاع فقد بوصلته الأممية منذ زمن طويل.

الأمم المتحدة تُغادر لأن الملف فُقد من بين يديها. ببساطة: العالم لم يعد يثق في قدرة المنظمة على إنتاج الحل، والمغرب فرض أرضية الحل الواقعي الوحيد الممكن.
منذ عقود، تم تسويق “المينورسو” كحبل نجاة لدبلوماسية المراوحة. واليوم، يتم قصّ هذا الحبل بهدوء، وسط صمت عجيب من الجزائر ومن والاها، وكأنهم أدركوا أنهم خسروا المعركة دون قتال.

منذ أن اعترفت أمريكا بمغربية الصحراء، ثم التحاق فرنسا و البرازيل وبالطبع مؤخراً بريطانيا، لم يعد في الجعبة الانفصالية سوى أوهام الخطاب القديم. أما في الواقع، فالخرائط تتبدل، والسفارات تفتح، والمشاريع تنفذ في الداخلة و العيون، بتمويل دول لا تُغامر بأموالها إلا حيث توجد السيادة الشرعية.

الجزائر، التي تراقب هذا التحول بعين الارتباك، فضّلت استدعاء سفيرها بلندن للتشاور، محاولة امتصاص صدمة اعتراف ثالث عضو دائم في مجلس الأمن بمقترح الحكم الذاتي. هذا الموقف البريطاني، الواضح والدقيق، لم يترك للضبابية مكانًا، ووضع الجزائر أمام حائط الحقيقة: مشروعها التفتيتي ينهار تحت وقع الواقع.

دعونا نكون صرحاء: لم يعد هناك نزاع. هناك فقط نظام مهووس بالبروباغندا يبحث عن تنفيس داخلي عبر تمسكه بملف انتهت صلاحيته. الجزائر اليوم ليست فقط معزولة في الملف، بل مفضوحة أمام شعبها والعالم: أنفقت الملايير على كيان وهمي، ولم تجنِ سوى الخيبة وتراجع الدور وانكماش المصداقية.

أما الأمم المتحدة، فلا نأسف على خروجها… فقد كانت، في سنواتها الأخيرة، عبئًا لا مكسبًا. تقاريرها رمادية، مبعوثوها يسيرون على جليد التوازن المصطنع، وميزانيتها تُستنزف دون نتيجة. المغرب فهم هذا مبكرًا، وقرر أن يراهن على الأرض، لا على الورق.
والأرض لا تكذب.

الخلاصة؟
ملف الصحراء يطوى لأن العالم ملّ الانتظار.
ملف الصحراء يطوى لأن المغرب فرض الأمر الواقع المشروع، بقوة الشرعية والمبادرة والوضوح.
ملف الصحراء يطوى لأن الأمم المتحدة، بعد خمسين سنة من الدوران، عادت إلى نقطة الصفر… بينما المغرب، ومن وراءه التاريخ، كان قد تجاوز كل النقاط.

لقد انتهى زمن المتاجرة بالنزاع.
من لا يزال يراهن على ورقة تندوف، فليقرأ جيدًا ما بين أسطر القرار الأممي الأخير:
انسحابكم ليس تقشفًا… بل اعترافٌ متأخرٌ بانتصار المغرب.

1 38 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *