تدور في الكواليس السياسية حالياً محادثات غير معلنة تجمع المغرب وموريتانيا والإمارات، تهدف إلى وضع أسس شراكة استراتيجية قد تتحول إلى محور إقليمي مؤثر في غرب إفريقيا، وفق ما أفاد به معهد “أوريزون” للدراسات الاستراتيجية.
التطورات المرتقبة تشير إلى أن نهاية هذا العام قد تشهد الإعلان عن خطوات عملية تعزز هذه الشراكة، وتعيد ترتيب موازين القوى داخل واحدة من أكثر مناطق القارة توتراً وتقلباً.
التقرير يشير إلى أن هذا التحالف سينطلق من تعاون اقتصادي يضع في الحسبان احتياجات المنطقة ومتغيراتها، مع التركيز على خلق دينامية جديدة من التفاعل الإقليمي. الرؤية تقوم على الابتكار في أدوات الشراكة، وتفعيل التكامل في مجالات حيوية، بما يتجاوز النماذج التقليدية للتحالفات الإقليمية.
المبادرة تعتمد على موقع موريتانيا الاستراتيجي، والبنية التحتية المتطورة التي راكمها المغرب، خصوصاً في قطاع اللوجستيك. من جانبها، تسهم الإمارات بخبرتها الاستثمارية، ما يعزز فرص تنفيذ مشاريع قادرة على تحفيز النمو وربط اقتصادات غرب إفريقيا بالمحيط الأطلسي.
الانعكاسات المنتظرة لا تقتصر على الدول الثلاث فقط، بل تمتد لتشمل دول الساحل، التي قد تجد في هذه المبادرة فرصة تاريخية لإعادة تموضعها الاقتصادي. دول مثل مالي، النيجر، وبوركينا فاسو ستكون مرشحة للاستفادة من هذا التكتل، خاصة في ظل سعيها للخروج من العزلة الجغرافية والانكفاء الاقتصادي.
الخطوات القادمة ستحدد ما إذا كانت هذه المبادرة قادرة على الصمود والتحول إلى نموذج إقليمي فعّال، أو ستظل مجرد طموحات دبلوماسية في مهب التحديات المعقدة للمنطقة.