اوسار أحمد/
يبدو أن مناورات عسكرية مشتركة بين فرنسا والمغرب قرب الرشيدية أخرجت النظام الجزائري عن طوره، حيث استدعى الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي ليبلغه “قلقه العميق” من هذه الخطوة، معتبرًا إياها عملًا استفزازيًا ضد بلاده.
هذا الموقف يعكس تخبط النظام الجزائري الذي يروج باستمرار لفكرة “المؤامرات الخارجية” كلما اشتد الضغط عليه داخليًا. فبدلًا من التركيز على أزماته السياسية والاقتصادية، يحاول لفت الأنظار إلى الخارج، متناسيًا أن المغرب دولة ذات سيادة تتعاون عسكريًا مع من تشاء، وفق مصالحها الاستراتيجية.
الجزائر، التي تعقد مناورات عسكرية دورية مع روسيا على حدود المغرب، ترى في أي تحرك مغربي تهديدًا لها، بينما تتجاهل أنها تستضيف مناورات مماثلة مع قوى أجنبية. هذا الكيل بمكيالين يكشف ازدواجية الخطاب الرسمي الجزائري الذي لا يزال أسير عقيدة الحرب الباردة.
مناورات “شرقي 2025” التي ستجرى بالمغرب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالمملكة مستمرة في تعزيز قدراتها العسكرية وتعاونها الاستراتيجي مع شركائها. أما النظام الجزائري، فبدلًا من الانشغال بتحليل هذه المناورات بعقلانية، يواصل تصدير أزماته الداخلية عبر دبلوماسية الشكاوى والبيانات المتوترة.