من مولاي عبد الله أمغار إلى فضاء الألعاب براس الما: أي مستقبل للطفولة؟

من مولاي عبد الله أمغار إلى فضاء الألعاب براس الما: أي مستقبل للطفولة؟

- ‎فيرأي, واجهة
Capture decran 2025 08 21 211935

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

محمد تحفة /

كنتُ مؤطراً تربوياً لسنوات عديدة ، وكنتُ أؤمن أن المخيمات والمواسم هي فضاءات للفرح، للتربية، وللتثقيف. اليوم، أجد نفسي أتساءل بمرارة: هل ما زالت هذه الفضاءات آمنة؟ أم صارت مجرد ساحات للفوضى والخذلان؟

حادثة الاغتصاب الجماعي لطفل في موسم مولاي عبد الله أمغار ليست مجرد جريمة عابرة، إنها فضيحة أخلاقية وقانونية تُعرّي هشاشة كل الشعارات الرسمية عن “حماية الطفولة”. أي حماية هذه والطفل يُساق إلى الجحيم وسط فضاء يُفترض أنه للاحتفال؟

ثم تأتي الفاجعة الثانية: طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة تُمنع من دخول فضاء ألعاب بطنجة لأن شكلها “قد يخيف” الأطفال الآخرين! أليس هذا قمة الانحطاط؟ أي قيم نزرع في أطفالنا إذا كنا نُربيهم على الخوف من الاختلاف بدل تقبّله؟

الحادثين معاً يشكلان وجهين لعملة واحدة: عملة انهيار القيم والمسؤولية المشتركة. فمن جهة يُترك طفل قاصر ضحية للعنف الجنسي الوحشي، ومن جهة أخرى تُحرم طفلة من أبسط حقوقها بسبب إعاقة لا تنقص من إنسانيتها شيئاً.

المشهدان معاً يُكملان بعضهما البعض: من جهة طفل يُغتصب لأنه بلا حماية، ومن جهة طفلة تُقصى لأنها مختلفة. النتيجة واحدة: طفولة مهانة، مجتمع متناقض، وشعارات جوفاء لا تغطي العار.

أقولها بحرقة: المخيمات والمواسم التي كانت فضاءات للتربية على المواطنة صارت اليوم تثير الرعب أكثر مما تُعلّم، والفارق بين ما يُقال في المنابر الرسمية وما نعيشه على الأرض هو فارق بين مسرحية مُزيّفة وواقع أسود.

إن لم ننتفض جميعاً – دولة، مجتمع مدني، أسر – فإننا نشارك في جريمة جماعية: جريمة قتل الأمل في قلوب أطفالنا.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *