اجتماع مدريد الوهمي… ومتى كانت الضحية دليلاً؟

اجتماع مدريد الوهمي… ومتى كانت الضحية دليلاً؟

- ‎فيرأي, واجهة
IMG 20250719 WA0069

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

محمد تحفة/

مرةً أخرى، يخرج علينا علي المرابط محمولًا على موجة “المعلومة الحصرية” التي لا وجود لها إلا في خياله، ليخبرنا بأن مستشار الملك التقى جيراندو في مدريد، وأن مصدره هذه المرة ليس “مصدرًا مطلعًا”، بل… محادثة خاصة بين جيراندو والزروالي!

 

يا للعجب، متى كانت محادثة خاصة بين طرفين، أحدهما ضحية تضليل على ما يبدو، تُعتبر دليلًا قاطعًا؟

هل سقطت المعايير الصحفية لدرجة أن الضحية أصبحت شاهدًا على صدق الكذبة التي تعرض لها؟

هذا ليس استقصاء، بل استغفال لعقول المتابعين.

 

ثم يمضي المرابط، في قفز بهلواني جديد، إلى لوموند الفرنسية.

فالعنوان حسب زعمه وصف “الحيجاوي” بأنه الرجل الثاني في المخابرات، بينما العنوان الحقيقي للجريدة كان:> “Le mystérieux espion marocain…”

أي: “الجاسوس المغربي الغامض”.

فمن أين جاء بـ”الرجل الثاني”؟ من قصاصات وصلته من “اللا وعي التحليلي”؟

 

 

 

والمثير للضحك، لا للشفقة فقط، هو قوله إن المعلومة عن الاجتماع حصل عليها من المخابرات الإسبانية، التي – حسب رأيه – علاقتها بالصحافة شفافة، عكس المغرب.

هل هذا تحليل سياسي، أم حبكة من مسلسل خيالي رديء؟

 

فليعلم المرابط ومن معه أن:

 

المخابرات الإسبانية لا تسرب معلومات ذات طابع حساس بهذا الشكل العبثي.

 

والصحفي المحترم لا يبني رواية على دردشة خاصة بين زروالي وجيراندو.

 

ثم إن مجرد قول جيراندو “التقيت فلانًا” لا يعني أن اللقاء تم، ولا أن مضمونه كما يدعيه الزروالي أو المرابط. خصوصًا إذا كان الطرف الآخر شخصًا معروفًا بتضليله وانتهازيته.

 

 

علي المرابط تحول من صحفي سابق إلى مُروّج روائي هوايته إعادة تدوير الشائعات بلباس المخابرات.

يبدأ بفرضية، يبني فوقها وهمًا، ويختم بـ”معلومة استخباراتية”… لم يسمع بها أحد غيره!

 

كل ذلك لخلق “رواية موازية” هدفها ليس كشف الحقيقة، بل تشويه المؤسسات من خلال ثرثرة بلا دليل ولا سياق ولا منطق.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *