ندوة فكرية بالمحمدية ممن تنظيم جمعية ٱرت وايڤ : رؤى و تحولات فنية عالمية.

ندوة فكرية بالمحمدية ممن تنظيم جمعية ٱرت وايڤ : رؤى و تحولات فنية عالمية.

- ‎فيثقافة وفن, واجهة
ٱرت وايڤ

في إطار الأنشطة الفكرية والفنية الموازية للملتقى الأكاديمي للفن التشكيلي بالدار البيضاء، نظّمت جمعية “آرت وايڤ” صباح يوم الأحد 6 يوليوز 2025 بقاعة محاضرات فندق أفانتي ندوة فكرية هامة تحت عنوان: “رؤى وتحولات فنية عالمية”، وذلك بحضور نخبة من النقاد والمفكرين وفنانين من المغرب و من أقطار عربية شقيقة .

إعلان يمكن النقر عليه

وقد جاءت هذه الندوة تجسيدًا لروح الملتقى، الذي سعى إلى إغناء النقاش الأكاديمي حول التحولات الفنية العالمية، وما تعرفه الساحة التشكيلية من تغيرات جوهرية سواء على المستوى الجمالي أو المفاهيمي أو التقني.

وشارك في أشغال الندوة التي سيرها بمرونة و رصانة الفنان و الكاتب مصطفى الغزلاني، المدير الفني للملتقى :
الدكتور عبد الله الشيخ، ناقد وباحث أكاديمي، الذي قدّم قراءة نقدية معمقة للتحولات التي تشهدها الفنون التشكيلية في علاقتها بالسياقات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.

WhatsApp Image 2025 07 07 at 00.48.50

بنيونس عميروش، فنان وناقد، الذي استعرض من خلال مداخلته التكامل بين العمل الإبداعي والنقد الفني، مشددًا على أهمية الرؤية المتجددة للفن في زمن العولمة وما بعد الحداثة.حسن نرايس، كاتب وناقد، سلّط الضوء في مداخلته على التحديات التي تواجه الخطاب النقدي المعاصر، وضرورة التفاعل مع الظواهر الفنية الجديدة بوعي تحليلي ومنهجي.

وقد شكّلت الندوة فرصة للنقاش وتبادل الرؤى بين المشاركين، حيث تم التطرق إلى مجموعة من القضايا المرتبطة بالتحولات الفنية المعاصرة، من بروز تيارات وأساليب جديدة، إلى تطور المفاهيم الفنية وتداخلها مع الثورة الرقمية، فضلًا عن انعكاسات هذه التحولات على المشهد الفني المغربي والعربي.

و أجمع المتدخلون على ضرورة استمرار البحث الأكاديمي والنقدي في مجال الفنون ، مع الانفتاح على التجارب العالمية ومواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها المجال الفني.

Capture decran 2025 07 07 002758

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نظّمت في إطار ملتقى “آرت ويف” الأكاديمي للفن التشكيلي، الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء بمشاركة واسعة لفنانين ونقاد من المغرب ودول صديقة و شقيقة، وذلك بدعم مجموعة من المؤسسات والشركاء الإعلاميين، إضافة إلى شركاء من القطاع الخاص، إيمانًا بأهمية إشاعة الثقافة الفنية والفكر النقدي في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية.

وتأتي هذه التظاهرة الفكرية في سياق تحوّلات فنية ومعرفية باتت تفرض على الفاعلين في الحقل التشكيلي المغربي، بل والعربي، التفاعل الواعي مع الديناميات العالمية، خاصة تلك المرتبطة بتغير مفاهيم الجماليات وتوسّع حدود التعبير الفني، في ظلّ اندماج غير مسبوق بين الفنون البصرية والتكنولوجيا، وظهور أشكال إبداعية هجينة عابرة للحدود الكلاسيكية.

Capture decran 2025 07 07 002751

لقد أبرزت النقاشات، خلال الندوة، كيف أنّ الفن لم يعد مجرّد إنتاج جمالي منفصل عن واقع التحوّلات السياسية والاجتماعية، بل أصبح مرآة لعصر مضطرب، وحلقة وصل بين الذات الفردية والمخيال الجمعي، حيث تحضر القضايا البيئية، والهوية، و الحرية ، والذاكرة، والهجرة، والعدالة الاجتماعية، في صلب التعبير الفني المعاصر.

وفي هذا الصدد، شدّد المتدخلون على أن المشهد الفني المغربي والعربي يعيش اليوم مخاضًا مزدوجًا، يتمثل من جهة في سعي الفنانين إلى تجديد القوالب والأساليب والانفتاح على التجارب الدولية، ومن جهة أخرى، في الحاجة الملحّة لتثبيت خصوصيات الهوية الفنية المحلية، وتغذيتها من روافد التراث والإرث الحضاري المتنوّع.

كما أُثيرت خلال الندوة إشكاليات مرتبطة بالتعليم الفني، وأدوار المؤسسات الأكاديمية في صقل المواهب الناشئة، وتأهيل جيل جديد من الفنانين القادرين على التفاعل النقدي مع المتغيّرات، وتملّك أدوات التعبير الفني الحديثة، بما فيها الوسائط الرقمية، والفنون التفاعلية، وفنون الفضاء العام.

وفي ختام الندوة، عبّر المشاركون عن أهمية تكثيف مثل هذه اللقاءات الفكرية، التي تتيح جسور تواصل بين الفنانين، والنقاد، والباحثين، والمجتمع، معتبرين أنّ الرهان الحقيقي اليوم، ليس فقط تطوير الإنتاج الفني، بل إعادة صياغة سؤال الفن في أفق تحوّلاته العالمية.

إن ما تشهده الساحة الفنية اليوم، مغربيًا وعربيًا وعالميًا، من ديناميات وتحوّلات، يدعونا إلى إعادة التفكير في مفاهيم الجمال والهوية والابتكار، خارج الأطر التقليدية، وفي ظلّ واقع ثقافي تتشابك فيه العولمة بالمحلية، والتقليد بالحداثة، والمادي بالافتراضي.

IMG 8742

من هنا، تبدو الحاجة ملحّة إلى بلورة رؤى فنية تستجيب لهذا التداخل المعقّد، وتفتح أفقًا جديدًا لإبداع إنساني، يجعل من الفن ليس فقط مرآة للعصر، بل قوّة فاعلة في صياغة التحوّلات الثقافية والاجتماعية الكبرى، مع ما يتطلّبه ذلك من وعي نقدي، وانفتاح على التجريب، وجرأة في مساءلة المسلّمات الجمالية، في أفق إبداع معاصر يتجاوز الحدود، ويُعيد رسم ملامح الفن كفضاء للحرية والحوار والرهان الحضاري.

IMG 8787

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *