جيراندو… حين يتحدث الجهل السياسي بلهجة ثورية!

جيراندو… حين يتحدث الجهل السياسي بلهجة ثورية!

- ‎فيواجهة, رأي
IMG 20250701 WA0095

 

محمد تحفة/

إعلان يمكن النقر عليه

خرج علينا جيراندو مجددًا، كعادته حينما تنخفض نسبة المشاهدات، فاستنجد بفلسطين كما يستنجد المفلس بكيس فارغ من الشعارات. حمل هاتفه النقال و فكره المعطوب وراح يوزع شهادات الوطنية والخيانة، متهمًا الأنظمة – ومنها المغرب – بـ”العمالة”، وهو لا يفرّق حتى بين السفارديم والأشكناز، ولا يعرف إن كانت “الهاغاناه” ماركة شامبو أو حركة إرهابية سابقة.

الرجل يتحدث عن الصهيونية، وهو لم يقرأ في حياته صفحة واحدة عن الصهيونية الثقافية ولا الصهيونية الدينية ولا يعرف أن داخل إسرائيل نفسها، هناك يهود يعتبرون الصهيونية خيانة دينية. بل إن السفارديم الذين يعجز عن تهجئة اسمهم، هم يهود شرقيون، كثير منهم طُرد من بلدان عربية، منهم المغرب، الذي لم يرفع في وجههم سكينًا ولا رصاصة، بل ودّعهم بكسكس وتمر.

جيراندو، الذي لم يضبط في حياته سوى ميكروفون التحريض، يتحدث عن خيانة الأنظمة بينما لا يملك هو حتى تعريفًا للخيانة، ولا تاريخه يعرف غير الخطب الفارغة، والتغريدات التي تصلح لدفاتر طلاب فاشلين في مادة التاريخ. يتهم المغرب بالتطبيع، وكأننا نسينا من صافح رابين في التسعينات، ومن وقّع اتفاق أوسلو، ومن ما زال ينسق أمنيًا في صمت تحت الطاولة التي يصرخ فوقها.

أما المغرب الذي يتهمه جيراندو بـ”العمالة”، فهو البلد الذي لم يسقط في فخ الحروب الكلامية، ولا في استغلال الدم الفلسطيني لأهداف إعلامية. المغرب يشتغل بهدوء، ويدافع عن فلسطين بعقل لا بعواء، ويعرف أن من يدعي النضال ولا يفرّق بين خريطة الشرق الأوسط وخريطة لعبة “ريسكن”، لا يستحق الرد أصلاً.

فيا جيراندو، قبل أن توزع اتهامات الخيانة، تعلم أولاً أن السفارديم ليسوا شركة أجبان، وأن الأشكناز ليسوا فريق كرة قدم بولندي. وتوقف عن النفخ في ميكروفون الوهم، فصوتك لم يعد يسمعه أحد… إلا أولئك الذين يعتقدون أن الوطنية تقاس بعدد الشتائم لا بحجم الفهم.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *