اوسار أحمد/
حقق المغرب قفزة نوعية في قطاع صناعة السيارات خلال عام 2024، متصدرًا قائمة الدول الإفريقية من حيث حجم الإنتاج، بواقع 559,645 مركبة، منها 524,467 سيارة ركاب. هذا الرقم يمثل حوالي 60% من إجمالي إنتاج سيارات الركاب في القارة، متجاوزًا بفارق واسع جنوب إفريقيا التي سجلت 350,384 وحدة فقط.
الريادة المغربية لم تأت من فراغ، بل نتيجة تراكم استثمارات استراتيجية وبنية صناعية متكاملة تعتمد على معدل إدماج محلي يفوق 65%. شركتا رينو وستيلانتيس شكلتا محور هذا التقدم، حيث أنتجت الأولى 413,614 سيارة من خلال مصنعي طنجة والدار البيضاء، بينما ساهمت الثانية بـ111,000 سيارة من مصنعها بالقنيطرة.
وتستعد المملكة لمرحلة جديدة من التوسع، إذ تخطط رينو لرفع إنتاجها إلى نصف مليون سيارة سنويًا، مع هدف بلوغ معدل إدماج محلي يصل إلى 80% بحلول عام 2030. هذا المسار يعزز موقع المغرب كمركز صناعي تنافسي على المستوى العالمي، ويفتح الباب أمام استثمارات إضافية في مجال التصنيع المتقدم.
في الوقت ذاته، تواجه جنوب إفريقيا، التي تعد تقليديًا رائدة في هذا المجال، تحديات بنيوية أثرت على أدائها. رغم احتضانها لـ12 مصنعًا وخبرة صناعية تمتد لقرن، تراجع إنتاجها بنسبة 5.2% مقارنة بسنة 2023، نتيجة مشاكل مزمنة في البنية التحتية والطاقة.
أما على مستوى المستقبل، فيسجل المغرب حضوره المبكر في سوق السيارات الكهربائية، من خلال إنتاج نماذج مثل Citroën Ami وOpel Rocks-e، ما يضعه في موقع متميز لمواكبة التحولات البيئية والصناعية العالمية.
1 21 زيارة , 1 زيارات اليوم