المغرب وأمريكا يحاكون مواجهة أسلحة الدمار الشامل في مناورات الأسد الإفريقي

المغرب وأمريكا يحاكون مواجهة أسلحة الدمار الشامل في مناورات الأسد الإفريقي

- ‎فيواجهة
1000626373

اوسار أحمد

ضمن التمرين العسكري المشترك “الأسد الإفريقي 2025″، نظّمت القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، صباح الثلاثاء، مناورات ميدانية مكثفة بميناء أكادير العسكري، خصصت للتصدي لتهديدات أسلحة الدمار الشامل. تأتي هذه المناورات تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، في إطار التعاون العسكري الثنائي المتواصل بين الرباط وواشنطن، الهادف إلى تعزيز القدرات العملياتية لمواجهة الأخطار غير التقليدية.

وقد ارتكز التمرين على سيناريو يحاكي تدخلاً طارئاً إثر وصول سفينة مشبوهة إلى الميناء، يُشتبه في حملها لمواد كيميائية وإشعاعية. هذا التهديد المفترض استدعى تعبئة وحدات خاصة مغربية وغانية، نفذت عملية اقتحام بحري للسيطرة على السفينة باستخدام تقنيات عالية الدقة، تم تطويرها خصيصاً لمهام مكافحة أسلحة الدمار الشامل. بعد عملية التفتيش، كشفت الفرق المشاركة عن مختبرات سرية وحاويات تحتوي على مواد خطرة، مما أطلق مرحلة ثانية أكثر تعقيداً من التدخل.

في هذه المرحلة، تدخلت فرق الدفاع النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي، إلى جانب فرق إبطال الذخائر المتفجرة والغواصين العسكريين، من أجل تأمين موقع التهديد وإبطاله. وقد تم تسخير طائرات مسيّرة وأجهزة استطلاع وتقنيات تطهير متقدمة، إلى جانب فحص دقيق لهياكل السفينة تحت الماء. بالتوازي، أشرف خبراء دوليون من وكالات متخصصة على التقييم الفني، وأصدروا توصيات تقنية للتعامل مع المواد المكتشفة وتحديد درجة خطورتها.

اختُتمت العملية بتنفيذ إجراءات التطهير البيولوجي والإشعاعي، وتقديم الإسعافات الأولية، ثم إجلاء المصابين المفترضين جواً وبراً نحو مرافق طبية ميدانية. وقد أظهرت الفرق المشاركة قدرة مهنية عالية في التنسيق والتنفيذ، في مشهد ميداني يقترب من واقع الأزمات المعقدة.

حضر هذه المناورات مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى، بينهم الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب للمنطقة الجنوبية، واللواء الأمريكي دانييل سيديرمان، نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها القيادتان لهذه التدريبات. كما أبرز الحضور الدولي ومشاركة مراقبين متخصصين في الأسلحة غير التقليدية، الطابع العملي والدولي المتزايد لتمرين “الأسد الإفريقي”.

ولا تقتصر فعاليات “الأسد الإفريقي 2025” على أكادير وحدها، بل تشمل أيضاً مدن طانطان وتزنيت وبنجرير والقنيطرة وتيفنيت، ضمن جدول يمتد من 12 إلى 23 ماي. إلى جانب الجانب العسكري، يتضمن التمرين أنشطة إنسانية واجتماعية تستهدف تعزيز البعد المدني في إدارة الأزمات.

في سياق إقليمي يشهد تحولات أمنية متسارعة، تؤكد هذه المناورات قدرة المغرب، بشراكاته الاستراتيجية، على تطوير منظومة دفاعية مرنة ومتكاملة. وهو ما يطرح تساؤلاً حقيقياً حول جاهزية الدول لمواجهة التهديدات الجديدة، وقدرتها على الاستثمار في التعاون العسكري متعدد الأبعاد كرافعة للاستقرار والأمن الجماعي.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *