أثر الصحراء… حين تُبصر الروح بريشة إبراهيم الحَيْسن

أثر الصحراء… حين تُبصر الروح بريشة إبراهيم الحَيْسن

- ‎فيثقافة وفن, واجهة
Capture decran 2025 05 18 170446

 

تحت إشراف مؤسّسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، احتضن الرواق الفني للمركز الثقافي إكليل بطنجة يوم الجمعة الماضي المعرض الفردي للفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن “للصحراء أثر..” الذي سيمتد إلى غاية 3 يونيو 2025.
بمناسبة هذا المعرض، صدر كاتالوغ من القطع المتوسط (44 صفحة)، يضمّ سيرة فنية وصور الأعمال الصباغية، مع حوار جماعي متنوّع حول السياق الموضوعاتي والخصائص التقنية والإبداعية التي تَسِمُ هذه التجربة الإبداعية المنفردة، أجرته معه نخبة وازنة ومتميّزة من الباحثين الجماليين ونقاد الفن من داخل المغرب وخارجه: طلال معلا (سوريا)، علي النجار (العراق)، محمد بن حمودة، سامي بن عامر، خليل قويعة وفاتح بن عامر (تونس)، مصطفى عيسى، أمل نصر ومحمد مهدي حميدة (مصر)، فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، عبد الرحمن السليمان (السعودية)، محمد العامري (الأردن)، ومن المغرب: عبد الله الشيخ، شفيق الزكَاري، نور الدين فاتحي، بنيونس عميروش، عزيز أزغاي، ادريس كثير، حسن لغدش والسعيد كرماس، إلى جانب نصّين باللغة الفرنسية للناقد الفرنسي دانييل كوتورييه والفنان والكاتب حسن المقداد.
بالمناسبة نظمت مائدة مستديرة حول موضوع “تجربة الأثر في الفن التشكيلي” سيرها بحس شعري بليغ الإعلامي والشاعر سعيد كوبريت، وتميزت بمشاركة نقاد ومبدعين متميّزين: ادريس كثير، أحمد لطف الله ، عبد الكريم الأزهر، بنيونس عميروش، حسن لغدش، شفيق الزكاري، يوسف سعدون ، السعيد كرماس وابراهيم مشطاط. في هذا الإطار، أيضا، تم عرض مشروع كتاب “حرّاس الأثر- تجارب صباغية عربية” من تقديم الباحث الجمالي عبد الله الشيخ.
يُبرز الفنان الحَيْسن بأن الآثار تظهر في هذا التجربة الصباغية بمقدار اختفائها وانطفائها موشاة بترسُّبات وتطاريز لونية تمنحها أبعاداً بصرية متحوِّلة.
تأسيساً على ذلك، يُمسي الأثر حركيّاً يرفض السكون والاستقرار، كما في عُرف وثقافة بدو الصحراء الذين أدركوا قيمة التِّرحال واعتبروه قوَّة ذاتية تحميهم من الخضوع والخنوع. فهم كلما ترحَّلوا استقروا وحملوا معهم ثقافتهم الشفهية في ذاكرتهم وصدورهم. لذلك يغدو الأثر مترحَّلاً داخل مفازات() الصحراء يرسم حالات المحو والزوال والتلاشي، ذلك أن أثر الرياح على الرمال التي تمنح البدو الرحل قدرات غير طبيعية على ملاحظة الأشياء الدقيقة والتعرُّف على أثر المشي وحالات الماشي من خلال ما يتركه من آثار على الرمل..
يضيف الحَيْسن بكون العين تترحل عبر ثنايا المادة في بحث دائم ومستمر لإيقاظ الدهشة، وتتدفق الألوان وتتفتق على القماش داخل أشكال ونماذج سابحة تتوارى خلف طيَّات وخلائط صباغية تستعير جماليتها وشروط كينونتها الأيقونية من حركات الجسد وإيماءاته الدائبة، وذلك على إيقاع تجريدي مديد يحاور العين والفكر في آن..
من ثمَّ يمتلك الأثر سرائر عديدة تشتغل داخل اللوحة كذاكرة وكهوية جمالية لها حيِّزها الثقافي والتاريخي الخاص. وبقدر ما هو أثر، هو كذلك علامة أيقونية ودال لمدلول (ما) يمتد لإيماءات الجسد وانفعالاته. ففيه ينشأ المعنى داخل غموض لوني ومادَّوي مكثف كمن يسجِّل حضوراً داخل الغياب، وينبثق من عمق بقايا صبغات متعجِّنة ومتعاضدة عصيَّة على التفكيك والتآكل والتصدُّع، في مقابل صبغات أخرى طريَّة، طازجة، شفيفة لكنها صامدة أمام سلطة المحو والتفتت.
هكذا يغدو الأثر نوعاً من التخمُّر الذي يُخفي مجموعة من السرائر المتوارية التي ترقد بداخله، قبل أن يتحرَّك حيّاً، متسرِّباً من عمق مغاور المادة والسند ليسجل وجوده في حركات وتوليفات لونية متباينة دائبة الجلاء والخفاء..
من هنا ينبع الأثر مترحِّلاً كتعبير منفتح ومندفع نحو المطلق واللامحدود..واللامرئي أيضاً..

إعلان يمكن النقر عليه

الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن مع ذ.زهور امهاوش
المديرة الجهوية للثقافة جهة طنجة تطوان الحسيمة

Capture decran 2025 05 18 170511

الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن مع د.هينغ كيوك ليم
مستشار الإعلام والإتصال بمكتب اليونسكو للمغرب العربي

Capture decran 2025 05 18 170520

الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن مع الناقد حسن لغدش و الناقد عبد الله الشيخ

Capture decran 2025 05 18 170500

الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن

Capture decran 2025 05 18 170453

 

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *