حملة تنمر ضد فاطمة خير تثير الجدل في المغرب: هل يُستهدف الصوت النسائي في السياسة؟

حملة تنمر ضد فاطمة خير تثير الجدل في المغرب: هل يُستهدف الصوت النسائي في السياسة؟

- ‎فيواجهة, مجتمع
Capture decran 2025 05 15 194432

 

تعرضت البرلمانية فاطمة خير، عضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، لهجمة شرسة على منصات التواصل الاجتماعي، حملت في طياتها تنمّرا ممنهجا وتشكيكا متعمدا في نواياها ومهنيتها. جاء ذلك مباشرة بعد مشاركتها في مؤتمر الحزب، حيث تحدثت بصدق وعفوية عن تجربة حزبها في التدبير، دون أن تهاجم أي طرف أو توجه إساءة لأحد.

إعلان يمكن النقر عليه

رد الفعل كان عنيفا. خرج البعض بخطاب إقصائي مليء بالتحقير، استهدف شخصها لا أفكارها، ومهنتها لا مضمون خطابها، وهي ظاهرة تكشف عن أزمة أعمق في الفضاء السياسي والاجتماعي. استُهدفت لأنها امرأة اختارت أن تتكلم وتدافع وتشارك في القرار. اختارت أن لا تصمت، فدفعها البعض نحو المقصلة الرقمية.

ما تعرّضت له فاطمة خير ليس حالة معزولة، بل يعكس نمطا يتكرر كلما حاولت امرأة كسر الصمت واقتحام مراكز التأثير. التنمّر ضد النساء في السياسة ليس اختلافا في الرأي، بل سلوك بخيس يكشف عن عقلية ما تزال ترفض الاعتراف بالندية والحق في التعبير.

فاطمة خير تحدثت باسمها، دافعت عن قناعاتها، وواجهت بجسدها كل موجات التبخيس، فقط لأنها اختارت أن تكون في الصف الأمامي. لم تتبن خطابا خشبيا، لم تستعمل التحريض أو الشعبوية، لكنها دفعت ثمن صدقها.

في لحظة كهذه، من المهم أن نستحضر كلمات القادة الذين آمنوا بدور المرأة. قال نيلسون مانديلا: “حرية المرأة مقياس لحرية المجتمع”. وقال كوفي عنان: “تمكين النساء هو أداة قوية للتغيير الاجتماعي والاقتصادي”. أما الراحلة بنازير بوتو، فقالت: “لا يمكن للديمقراطية أن تكتمل من دون مشاركة المرأة”.

الاعتداء على صوت نسائي فقط لأنه وُجد، ولأنه قال شيئا مختلفا، يعكس هشاشة الثقافة الديمقراطية، وضيق أفق في تقبل التعدد والاختلاف. من يرفض وجود النساء في السياسة عليه أن يعترف بأنه يخاف من المساواة أكثر مما يخاف من الفشل.

هل تستطيع مواجهة رأي مختلف بالحجة لا بالتنمر؟
هل تقبل أن تُصغِي لامرأة في السياسة كما تُصغي لرجل؟
هل لديك الشجاعة لتُقوِّم فكرة دون أن تُهين صاحبها؟

السياسة في بلادنا تحتاج نساء شجاعات. لا تحتاج مزيدًا من الأصوات التي تختبئ خلف الشاشات لتُمارس عنفًا لا تملكه على الأرض.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *