بنكيران يحول منصة نقابية بالدار البيضاء إلى منبر للتهجم والتجريح ويضع الإشادة الملكية في كفة والانزلاقات الخطابية في كفة أخرى

بنكيران يحول منصة نقابية بالدار البيضاء إلى منبر للتهجم والتجريح ويضع الإشادة الملكية في كفة والانزلاقات الخطابية في كفة أخرى

- ‎فيواجهة, مجتمع
IMG 20250501 WA0140

 

شاعيق عبد العزيز/

لا شك أن برقية جلالة الملك محمد السادس إلى عبد الإله بنكيران بمناسبة إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية كانت ذات دلالة قوية، تعكس حرص المؤسسة الملكية على دعم الممارسة السياسية الجادة، وتعزيز الأدوار التأطيرية للأحزاب الوطنية.
فقد حملت البرقية إشادة واضحة بقدرة بنكيران على مواصلة مهامه القيادية بروح المسؤولية، من أجل المساهمة في تأطير المواطنات والمواطنين، وخدمة الصالح العام ومواكبة مسيرة التنمية.
ومما جاء في البرقية الملكية: “وإننا لنعرب لك عن أصدق متمنياتنا بكامل التوفيق في مواصلة مهامك القيادية الحزبية، بما يعزز حضور حزبكم في الساحة السياسية الوطنية، وإسهامه الفاعل، إلى جانب باقي الأحزاب والهيئات السياسية الموقرة، بالجدية وروح المسؤولية، في تأطير المواطنات والمواطنين خدمة للصالح العام، ومواكبة مسيرة التنمية الشاملة…”.
غير أن ما صدر عن بنكيران خلال مشاركته في مهرجان خطابي نظمته نقابة حزبه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، اليوم الخميس بالدار البيضاء بمناسبة عيد الشغل، شكل صدمة لدى العديد من المتتبعين.
فالرجل الذي حظي بثقة أعلى مؤسسة في البلاد، انزلق في خطاب غير مسؤول، بعيد كل البعد عن روح التأطير والرصانة التي يفترض أن تميز قياديّا سياسيا بحجمه.
في كلمته، لم يتردد بنكيران في توجيه اتهامات خطيرة للنقابات المغربية، ناعتا إياها بـ”المرتزقة”، ومتهما إياها بالبيع والشراء وتخويف العمال بالطرد وبالسلطة. تصريحات يرى فيها الكثيرون نسفا لمبدأ التعددية النقابية، وتحقيرا لدور هيئات دستورية لها شرعية تمثيلية داخل الساحة الاجتماعية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز بنكيران حدود اللباقة السياسية حين هاجم مواطنين مغاربة بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية، واصفا إياهم بـ”الحمير” و”الميكروبات”، إذ قال في معرض كلمته: “مكانش عندنا شي واحد كيتجرأ يقول شي حاجة على القضية الفلسطينية، دابا عندنا شي ميكروبات خارجين كيقولو حنا مغاربة ماشي سوقنا ففلسطين’.. وا الحمار، واش مقاريش التاريخ؟”.
بين صورة السياسي المسؤول التي رسمتها البرقية الملكية، وخطاب التهجم والتجريح الذي خرج به بنكيران في مناسبة وطنية يفترض أن تكون عنوانا للوحدة والتضامن مع العمال في عيدهم الأمني وطرح مقترحات لبعض المشاكل، يظهر التناقض جليا، تناقض يطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الرجل على التجاوب مع مضامين الرسائل الملكية، وتحمل مسؤولية الكلمة في السياق السياسي والاجتماعي الحساس الذي تمر به البلاد.

1 43 زيارة , 2 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *