أوسار أحمد/
لم تعد الجزائر تخفي محاولاتها للتدخل في شؤون المغرب الداخلية. اليوم، تسعى لاختراق الرأي العام المغربي باستخدام بعض الصحفيين ومنشئي المحتوى المغاربة الذين تحولوا إلى أبواق تروج لسياساتها وتساهم في نشر رسائلها المسمومة. هذا السيناريو يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المشهد الإعلامي المغربي ويطرح تساؤلات مشروعة حول دوافع هؤلاء الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن.
من المؤسف أن البعض قد نسى أو تجاهل أن الصحافة والمحتوى الإعلامي يجب أن يكونا في خدمة المصلحة الوطنية أولًا وأخيرًا، لا أن يتحولوا إلى أداة للترويج لسياسات الدول الأجنبية. في الوقت الذي تعاني فيه الجزائر من أزمات اقتصادية واجتماعية، تسعى للتأثير على الرأي العام المغربي، وتقديم صورة مشوهة عن الوضع في المملكة، من خلال نقل روايات تشكك في استقرار المغرب وتصورها كدولة منهارة.
بعض منشئي المحتوى المغاربة الذين يروجون لهذه الروايات لا يترددون في استخدام العواطف كأداة لتمرير رسائلهم. بدلًا من أن يتحملوا مسؤوليتهم في نقل الحقيقة الموضوعية، أصبحوا جزءًا من آلة إعلامية تروج لروايات الجزائر، في محاولة لزعزعة الثقة بين الشعب المغربي ومؤسساته. هؤلاء يتلقون دعمًا من صفحات جزائرية باتت تروج وتدعم هؤلاء الذين حولوا أنفسهم إلى أدوات في يد أجندات خارجية.
اللافت أن هذا ليس مجرد “محتوى” عابر، بل هو جزء من حملة مدروسة تهدف إلى زعزعة استقرارنا الداخلي من خلال نشر الأكاذيب والتشكيك في مؤسساتنا. اليوم، أصبح هؤلاء “المؤثرون” والمحتوى الزائف جزءًا من حملة كبرى تهدف إلى زرع بذور الانقسام في المجتمع المغربي. إذا نظرنا خلف هذه الحركات، سنكتشف أن الأجندات الجزائرية ومخابرات “الكابرانات” تعمل بلا كلل لدعم هؤلاء المرتزقة الذين تحولوا إلى وكلاء لها.
الإعلام ليس ساحة للمغامرة أو الربح السريع، بل هو مسؤولية عظيمة لا ينبغي أن تُسلم لأيدي غير أمينة. بدلًا من أن نرفع صوت الحقيقة ونعزز الوعي المجتمعي، أصبحنا نواجه صراعًا مع أولئك الذين يبيعون ضميرهم لتحقيق مصالح الآخرين. السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم هو: إلى متى ستظل هذه الأصوات المسمومة تتسلل إلى مسامعنا ونحن نغض الطرف عن خطورتها؟