قمة باريس: استثمارات بالمليارات وقرارات لجعل الذكاء الاصطناعي “جامعا” و”أكثر انفتاحا”

قمة باريس: استثمارات بالمليارات وقرارات لجعل الذكاء الاصطناعي “جامعا” و”أكثر انفتاحا”

- ‎فيواجهة, تكنولوجيا
65291151 605
إكسبريس تيفي

متابعة

بعد يومين من الحوارات والنقاشات في القصر الكبير بباريس بحضور باحثين ورؤساء كبرى شركات التكنولوجيا، انتهت القمة بوعود باستثمار مليارات اليورو من أجل تطوير ذكاء اصطناعي أكثر استدامة وشمولية يخدم البشرية في المقام الأول.

L'intelligence artificielle, au service des personnes en situation de handicap.

شكلت القمة حول الذكاء الاصطناعي التي نظمت في باريس الإثنين والثلاثاء بحضور العديد من قادة الدول ومسؤولي شركات التكنلوجيا، مناسبة لسلسلة من الإعلانات الهادفة إلى تسريع تطوير القطاع. ومن المتوقع أن يتم استثمار أكثر من 300 مليار يورو في السنوات المقبلة لبناء مراكز لإيواء البيانات ولتشجيع ذكاء اصطناعي “أكثر انفتاحا”. فيما يلي  أبرز القرارات التي اتخذت خلال القمة.

  • استثمارات بقيمة 110 مليار يورو لبناء مراكز للبيانات في فرنسا

كشف قصر الإليزيه عن مبلغ 110 مليار يورو، مؤكدا أنه “مبلغ ضخم لم يسبق له مثيل”. سيقوم المستثمرون الخواص بضخ 109 مليار يورو في الشركات والبنى التحتية الرقمية في فرنسا خلال السنوات المقبلة، ما سيساعد في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي. فيما يُقارن هذا المبلغ بمشروع  ستارغيت Stargate الأمريكي الضخم الذي كشف عنه دونالد ترامب والذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.

ستشارك الإمارات العربية المتحدة بحوالي 50 مليار يورو لإنشاء “حرم جامعي” سيكون الأكبر في أوروبا ويركز على الذكاء الاصطناعي. سيضم الحرم مركزا ضخما للبيانات قد تصل قدرته إلى 1 جيغاوات، وسيتم تطويره من خلال ائتلاف من فاعلين فرنسيين وإماراتيين، بدءا من صندوق الاستثمار MGX المرتبط بالإمارات العربية المتحدة.

اقرأ أيضاتهديد أم حل؟… حماية الديمقراطيات في قلب قمة الذكاء الاصطناعي بفرنسا

ويتم تخصيص جزء كبير من الـ 59 مليار المتبقية لإقامة مراكز بيانات. وقد أعلن الإليزيه أن 35 موقعا “جاهزا للاستخدام” بمساحة إجمالية تبلغ 1200 هكتار، ويجب أن تكون (هذه المواقع) قادرة على الاتصال بشبكة طاقية للحصول على قدرة كهربائية عالية في إطار زمن معقول بدءا من 2027.

وكان رئيس منطقة “هو دو فرانس” (شمال فرنسا) غزافييه برتران أعلن بأنه مستعد لتوفير قطعة أرضية مجانا من أجل بناء هذا المركز، وبالتحديد في مدينة كامبري التي تملك الخدمات اللازمة من بينها شبكة كهربائية عالية، وهي ضرورية لتسيير المركز.

  • خطة استثمارية للاتحاد الأوروبي بقيمة 200 مليار لتطوير الذكاء الاصطناعي الأوروبي…

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الإثنين عن خطة استثمار ضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي الأوروبي بقيمة 200 مليار يورو على مدى السنوات المقبلة. وقالت: “نتحدث عن أكبر شراكة عامة وخاصة في العالم لتطوير ذكاء اصطناعي موثوق”، مضيفة أن “هذه المبادرة تم بناؤها بالتعاون مع إيمانويل ماكرون“. ومن المتوقع أن يساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 50 مليار في هذا البرنامج حسب أورسولا فون دير لاين.

أما الأموال المتبقية (أي حوالي 150 مليا يورو)، فسيتكلف بها خواص بشكل أساسي من بينهم كبار الفاعلين الماليين الدوليين بما في ذلك بعض الصناديق الاستثمارية الأمريكية. ومن بين هذه الشركات يمكن ذكر شركة ((Airbusلصناعة الطائرات وشركة L’Oréal)) وشركة مرسيديس لصناعة السيارات، إضافة إلى شركات أخرى متخصصة في مجال التكنولوجيا مثل شركة (Spotify) وشركة سيامنس.

هذه الشركات العملاقة ترغب في الحقيقة في التعاون مع المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بالاتحاد لإنشاء إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي مبسط بشكل كبير من أجل تحفيز الابتكار.

  • ذكاء اصطناعي “منفتح”، “شامل” و”أخلاقي”…

بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وقعت حوالي ستين دولة (الصين، فرنسا، الهند…) على إعلان للدفاع عن إنشاء ذكاء اصطناعي “منفتح”، “شامل” و”أخلاقي”. ودعا الموقعون إلى إنشاء “حوار عالمي” وتعزيز التعاون الدولي مع مراعاة التكامل بين المبادرات المختلفة التي تأخذ هنا وهناك وتجنب التداخل فيما بينها.

لكن العديد من قادة القطاع لم يوقعوا الوثيقة، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي هذا الشأن، قال نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس: “نعتقد أن التحيز الإيديولوجي ليس له مكان في الذكاء الاصطناعي”، منتقدا “التدابير التي اتخذها مصممو الذكاء الاصطناعي للحد من التحيزات العنصرية والجنسية التي قد تظهر في هذه الأنظمة”.

ولم توقع المملكة المتحدة وإسرائيل، وهما دولتان رائدتان في مجال الذكاء الاصطناعي، على الإعلان. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “لن تتوقعوا منا أن نلتزم بمبادرات لا نراها في مصلحتنا الوطنية. صحيح أننا لم نتمكن من الاتفاق على جميع أجزاء الإعلان، لكننا سنواصل العمل مع فرنسا على مبادرات أخرى”.

  • ذكاء اصطناعي يعود بـ”المنفعة على الجميع

اتفقت عدة بلدان (فرنسا، ألمانيا، فنلندا، سلوفينيا، سويسرا، تشيلي، المغرب، كينيا، ونيجيريا…)، بالإضافة إلى جمعيات وشركات من أجل إنشاء ذكاء اصطناعي يعود بـ “المنفعة العامة” على الجميع وذلك من خلال تمويل إنشاء قواعد بيانات خاصة وعامة في مجالات عدة، مثل الصحة والتعليم، بالإضافة إلى أدوات وبنى تحتية مفتوحة المصدر لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر “شفافية وأمنا”.

تم دعم هذه المبادرة بمبلغ 400 مليون يورو وتأمل هذه الدول المشاركة في جمع 2.5 مليار في غضون 5 سنوات. كما ستدعم شركة Googleهذه المبادرة أيضا وشركات أخرى متخصصة في التكنولوجيا مثل شركة البرمجة ( (Salesforce بالإضافة إلى مجموعة (AI Collaborative) .

  • إطلاق تحالفات للدفاع عن ذكاء اصطناعي “مستدام” يساعد في “رفاهية” الأطفال

تم إطلاق تحالفات أخرى بين الدول والشركات والجمعيات خلال القمة، من بينها التحالف من أجل ذكاء اصطناعي مستدام يهدف إلى توحيد المبادرات التي تسمح بتقليل التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي.

رسم ثلاثي الأبعاد لكاتدرائية نوتردام في باريس أعدته شركة "أوتوديسك" باستخدام الذكاء الاصطناعي.
رسم ثلاثي الأبعاد لكاتدرائية نوتردام في باريس أعدته شركة “أوتوديسك” باستخدام الذكاء الاصطناعي. © Etablissement Public en charge de la conservation et de la restauration de la cathédrale Notre-Dame de Paris et Art Graphique & Patrimoine

كما أطلق المشاركون في قمة باريس تحالفا دوليا يتعهد بحماية الأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي وعدم تعرضهم لمحتويات عنيفة أو عدم عرقلة تطورهم المعرفي أو العاطفي.

10 دول تدعم هذه المبادرة. لكن غالبية الدول المنضوية في هذا التحالف لم تحرز تقدما كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، عدا فرنسا. لكن مشاركة ثماني شركات كبيرة ورائدة في هذا المجال، على غرار شركتي OpenAI وGoogle – قد تعطي زخما قويا للتوصل إلى الأهداف.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *