الحبيب بنطالب يترأس لقاءا جهويا بمراكش لتنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر” على المستوى الجهوي

الحبيب بنطالب يترأس لقاءا جهويا بمراكش لتنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر” على المستوى الجهوي

- ‎فيواجهة, اقتصاد, سياسة
0
CF09B1DF A994 4779 A6FD A167D04C1FD9

نظمت وكالة التنمية الفلاحية، يوم أمس الخميس 17 نونبر الجاري، لقاء جهويا حول التجميع الفلاحي بمراكش، الذي يعد نموذجا مبتكرا لتنظيمالفلاحين، ويندرج في إطار تنزيل استراتيجيةالجيل الأخضرعلى المستوى الجهوي.

ويمثل التجميع الفلاحي نموذجا واعدا، يهدف إلى تنظيم الفلاحين حول مشاريع مندمجة، مما سيمكنهم من الاستفادة من التقنيات الفلاحيةالحديثة، والتخفيف من الصعوبات المرتبطة بحجم الضيعات الفلاحية، كما سيسهل عملية تسويق منتوجاتهم.

وتم من خلال هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع المديرية الجهوية للفلاحة، والغرفة الفلاحية لمراكش ـ آسفي، تسليط الضوء على المحور المتعلق بالتجميعالفلاحي من الجيل الجديد، باعتباره آلية لتنظيم الفلاحين حول الفاعلين الخواص أو حول المنظمات المهنية الفلاحية، حيث رام تحسيس الفاعلين فيهذا القطاع بأهمية هذا النموذج التنظيمي وحثهم على الانخراط فيه.

وأكد المشاركون في هذه التظاهرة، ومن بينهم رؤساء وممثلو الجمعيات البين مهنية والمهنية والفاعلون في القطاع والمدراء وممثلو الإدارات التابعةلوزارة الفلاحة، أن جهة مراكشآسفي تتوفر على مؤهلات كبيرة من حيث سلاسل الانتاج، التي تتلاءم مع هذا النمط المتعلق بالتجميع الفلاحي،باعتباره نموذجا لتنظيم الفلاحين وتمكينهم من تثمين وتسويق منتوجاتهم في أحسن الظروف، مشيرين الى أن التجميع الفلاحي يعد آلية لمواكبةأهداف استراتيجية الجيل الأخضر في تعزيز الدينامية الفلاحية والعناية بالعنصر البشري من خلال الرفع من الدخل الفلاحي. وأضافوا أن هذهالآلية تمكن صغار الفلاحين والمستثمرين في القطاع من ارساء علاقة رابحرابح، مبرزين أن التجميع الفلاحي عنصر هام لتحسين التنافسيةوالرفع من مستوى الجودة مع خفض تكلفة الانتاج وضمان تسويق أمثل.

وفي هذا السياق، أوضح المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، المهدي الريفي، في كلمة له بالمناسبة، أن هذه اللقاءات الجهوية تأتي في سياق خاصيتميز بالانطلاق الفعلي لاستراتيجية الجيل الأخضر، وإطلاق مشاريع للتجميع من الجيل الجديد، مضيفا أن تشجيع التجميع الفلاحي يندرج ضمنالتدابير المتخذة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بغية تطوير وتحديث الفلاحة الوطنية، وذلك في إطار كلاالمحورين الأساسيين لاستراتيجية الجيل الأخضر، والمتعلقين بإعطاء الأولوية للعنصر البشري، واستدامة التنمية الفلاحية.

وأبرز أن الدولة تسعى إلى إطلاق جيل جديد من مشاريع التجميع الفلاحي، التي ستلعب دور المحاور الإقليمية والوطنية لتلقين التقنيات الجديدةللفلاحين، حيث تم تحديد ما لا يقل عن 200 مشروع تجميع من الجيل الجديد بمختلف جهات المملكة من طرف المديريات الجهوية للفلاحة، في إطارتنزيل استراتيجية الجيل الأخضر على المستوى الجهوي. وقال إن محطات هذه اللقاءات الجهوية، التي ستنعقد في باقي جهات المملكة، ستمكن منتحسيس الفاعلين في قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية بأهمية هذا النموذج التنظيمي وحثهم على الانخراط في عملية التجميع الفلاحي، التي تعدمفتاحا لتطوير الفلاحة الوطنية.

ومن جهته، أكد رئيس جامعة الغرف الفلاحية، الحبيب بن طالب، أنالتجميع الفلاحي آلية محكمة ورافعة أساسية للاستثمار، جاءت لتجاوزالاشكاليات المرتبطة بالتسويق والتثمين ولتطوير وتحديث الفلاحة بالمغرب، مضيفا أن التجميع يهدف أساسا إلى تمكين الفلاحين، في إطارتنظيمات مهنية، من تعزيز قدراتهم التدبيرية وامتلاك آليات الولوج الى الأسواق الوطنية والدولية.

أما المدير الجهوي للفلاحة لمراكشآسفي، عبد العزيز بوسرارف، فأشار، من جانبه، الى أنالتجميع الفلاحي هو مقاربة مهمة تمت دراستهابحكمة لتستجيب بشكل كبير لإشكالية الوصول الى الهدف الأسمى المتمثل في الأمن الغذائي، وأيضا طريقة مثلى للمضي في هذا الاتجاه ولتجاوزالصعوبات التي تواجه القطاع، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني”. وشكل هذا اللقاء مناسبة للوقوف على وضعية التجميع الفلاحي، وكذا عرضآلياته التنظيمية وخصوصا تلك المتعلقة بالنصين التطبيقيين الجديدين للقانون 04 ـ 12 للتجميع الفلاحي، حيث يسعى هذا الإطار التنظيمي الجديدإلى تبسيط المساطر ومراجعة شروط ومعايير الأهلية، بالإضافة إلى إدماج نماذج وسلاسل جديدة للتجميع. كما ينص على نسب تفضيلية للاستفادةمن الإعانات الممنوحة لاقتناء معدات تربية الماشية، على غرار التجهيزات الهيدروفلاحية والمعدات الفلاحية.

وبحسب المديرية الجهوية للفلاحة، فقد انخرطت جهة مراكشآسفي بشكل فعال في هذه الدينامية، نظرا للأهمية البالغة التي يحظى بها هذاالمحور، وذلك من خلال إنجاز 5 مشاريع للتجميع الفلاحي حتى الآن، وبرمجة ما مجموعه 24 مشروع تجميع فلاحي من الجيل الجديد لفائدة1500 فلاح على مساحة تناهز 8500 هكتار.

وتخص هذه المشاريع عدة سلاسل للإنتاج كالزيتون، والكبار، والحوامض، والزراعة البيولوجية، والحليب، والنباتات الطبية والعطرية والأركان.وتندرجمشاريع التجميع الفلاحي من الجيل الجديد ضمن الركيزة الأولى من استراتيجيةالجيل الأخضر، والتي تعطي الأولوية للعنصر البشري، حيثستلعب هذه المشاريع دورا محوريا في نقل التقنيات الحديثة لصالح الفلاحين وتسهيل ولوجهم للتسويق في إطار شراكةرابح ـ رابحمع المجمع،والذي يستفيد بدوره من التزويد المنتظم بمنتوجات ذات جودة مطابقة للمعايير المطلوبة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *