راديو إكسبرس
البث المباشر
ياسين بالكجدي
علاقة السياسي المنتخب بالمواطن لم تعد علاقة خدمة متبادلة، بل تحولت في كثير من الحالات إلى اختبار للذاكرة والضمير. فهناك سياسيون يتصرّفون وكأن أصوات الناس كانت مجرد جسر عبور، وما إن يصلوا إلى الكرسي حتى يبدأ النسيان المممنهج: نسيان الوعود، نسيان المعاناة، ونسيان من منحهم الشرعية.
المواطن اليوم لم يعد ذلك الرقم الذي يُستدعى فقط موسم الانتخابات. صار أكثر جرأة، وأكثر وعياً، وأكثر قدرة على فضح المزيفين.
وفي المقابل، هناك منتخبون لا يزالون يعيشون عقلية “نحكم ولا نحاسَب”، وكأن السلطة هبة شخصية وليست أمانة عامة.
السياسي الحقيقي هو من يفهم أن الناس لا ينسون. وأن الكاميرات والبيانات لا تُجمّل الفشل. وأن القرب من المواطن ليس صوراً للفايسبوك، بل نزولٌ يوميّ إلى هموم الشارع، وقرارات تُنقذ، لا خطابات تُمّيع.لقد انتهى زمن الوعود المجانية.
وبدأ زمن المواطن الذي يسأل، ويحاسب، ويواجه. ومن لا يستوعب هذه الحقيقة، سيكتشف لاحقاً أن أخطر خصم له ليس المعارضة… بل صوت المواطن الذي خذله.
![]()









