جلالة الملك يجدد دعم المغرب للقضية الفلسطينية ويؤكد ضرورة إحياء مسار حل الدولتين في رسالة إلى لجنة الأمم المتحدة

جلالة الملك يجدد دعم المغرب للقضية الفلسطينية ويؤكد ضرورة إحياء مسار حل الدولتين في رسالة إلى لجنة الأمم المتحدة

- ‎فيواجهة
IMG 9421

راديو إكسبرس

البث المباشر

إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي 

 

وجه الملك محمد السادس رسالة إلى كولي سيك، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف هذا العام 25 نونبر.

وجاء في الرسالة الملكية أن هذه المناسبة تشكل فرصة للتأكيد على تقدير المغرب لعمل اللجنة الأممية وما تبذله من جهود لتعريف المجتمع الدولي بعدالة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وشدد الملك على أن المملكة تظل ثابتة في التزامها بنصرة هذه القضية باعتبارها محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار الملك في رسالته إلى أن الفلسطينيين عاشوا خلال العامين الماضيين أوضاعا إنسانية قاسية، سواء في غزة التي تعرض سكانها للقتل والنزوح والجوع، أو في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي تعاني من اعتداءات مستمرة. وذكر أن المغرب بادر، منذ أكتوبر 2023، إلى إرسال مساعدات إنسانية متعددة إلى قطاع غزة، آخرها جسر جوي نقل حوالي 300 طن من المواد الغذائية والطبية عبر مسار بري استثنائي.

وتوقف الملك عند التطور الإيجابي المتمثل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب مدمرة في غزة، معربا عن أمله في أن يتم تنفيذ جميع بنوده بما يسمح بتخفيف معاناة المدنيين وتوفير الظروف المواتية لإعادة الإعمار. كما عبر عن تقديره للدور الذي لعبه الرئيس دونالد ترامب، إضافة إلى جهود الوسطاء الآخرين للوصول إلى هذا الاتفاق.

وأكد الملك أن المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول مهمة يجب استثمارها عبر تعبئة دولية وإقليمية لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. وأعرب عن استعداد المغرب للمساهمة الفاعلة في مختلف المراحل المرتبطة به، انسجاما مع توجهه الداعم للسلام.

وحدد الملك عددا من الأسس التي يرى أنها ضرورية لأي جهد دولي يسعى لتحقيق سلام دائم، ومنها ضمان وحدة غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقوية مؤسسات السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس، ودعم الاقتصاد الفلسطيني ورفع القيود المفروضة عليه، وتشجيع المصالحة الوطنية، وإطلاق مفاوضات جادة وفق رؤية الدولتين، بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.

وبخصوص القدس، أكد الملك، بصفته رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، استمرار المغرب في الدفاع عن الطابع الحضاري للمدينة ومكانتها الدينية والقانونية، من خلال العمل الدبلوماسي ومشروعات وكالة بيت مال القدس الشريف. كما عبر عن قلقه من الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في المدينة والانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، محذرا من تداعياتها الخطيرة التي قد تفجر صراعات ذات طابع ديني.

وأشار الملك إلى أن الضفة الغربية تعرف بدورها تصعيدا خطيرا يتمثل في توسع الاستيطان والاعتداءات اليومية ومحاولات تهجير الفلسطينيين، ما يهدد بإجهاض الأساس العملي لحل الدولتين. وفي المقابل، سجل الملك تنامي الدعم الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية، وتجسد ذلك في سلسلة الاعترافات الأخيرة، إضافة إلى الدينامية التي أطلقها التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا، والذي احتضن المغرب اجتماعه الخامس في ماي 2025.

وأكد الملك أن حل الدولتين أصبح ضرورة سياسية وأخلاقية لإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه، داعيا إلى عدم إضاعة الفرص وإعادة إطلاق مسار سلام حقيقي بآليات واضحة وأفق زمني محدد.

وفي ختام الرسالة، جدد الملك شكره لأعضاء اللجنة الأممية، داعيا إلى الاستمرار في حشد الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني بما يساهم في تحقيق سلام عادل ودائم يقوم على حل الدولتين.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *